لفتت تقارير صحافية إلى أن البيت الأبيض يدرس إشراك سفراء دول خليجية لدى واشنطن ووزراء خارجية عرب في حفل إطلاق "صفقة القرن"، وذلك لإضفاء الشرعية على الخطة الأميركية التي يرفضها الفلسطينيون، فيما اقتصرت الشروط التي وضعتها دول خليجية للمشاركة في "صفقة القرن" على إقامة دولية فلسطينية، حتى ولو لم يتم ذلك على حدود الرابع من حزيران/ يونيو 1967.
ويعقد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، اجتماعين متعاقبين مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ومنافسه السياسي، بيني غانتس، يوم غد، الإثنين، وسيعرض عليهما على الأرجح بعض تفاصيل "صفقة القرن". جاء ذلك ، حسبما نقلت وكالة "رويترز" عن مصدر أميركي مطلع؛ وقال المصدر إن ترامب سيلتقي بنتنياهو أولا، ثم سيجتمع بغانتس، مشيرا إلى أن المحادثات ستستمر يوم الثلاثاء.
في المقابل، نقل مراسل هيئة البث الإسرائيلي "كان"، الذي رافق غانتس في رحلته إلى واشنطن، عن الأخير قوله: "إذا كان الأمر بيده، وإذا ما كان الأمر متعلقا به، فإنه لن يتم تنفيذ "صفقة القرن" أو طرحها على تصويت الهيئة العامة للكنيست، قبل الانتخابات". فيما يتطلع طاقم الحملة الانتخابية لـ"كاحول لافان"، حسما ذكرت هيئة البث الإسرائيلي، إلى مقابلة ثنائية مع ترامب، ويسعى إلى الاستفادة القصوى من لقاء غانتس وترامب في سياق الحملة الانتخابية.
وعلى صعيد متصل، ذكرت "كان" أن مسؤولين في دول خليجية أكدوا خلال محادثات مغلقة مع دبلوماسيين غربيين (لم تحددهم)، إنهم لا يرفضون خطة ترامب على الرغم من أنها لا تنص على إقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران 1967. وبحسب القناة الرسمية الإسرائيلية، فإن الشرط الوحيد الذي عرضه مسؤولين في دول خليجية للموافقة على "صفقة القرن"، هو إقامة دولة فلسطينية، دون تفصيل ودون مزيد من الشروط الإضافية.
ولفت المحلل السياسي في القناة 13 الإسرائيلية، باراك رافيد، إلى أن ترامب يدرس دعوة سفراء دول عربية وخليجية على وجه الخصوص، إلى المؤتمر الصحافي المقرر عقده يوم الثلاثاء المقبل، للإعلان عن "صفقة القرن".
ونقل رافيد عن مسؤولين إسرائيليين أن البيت الأبيض، الذي قاطع القيادة الفلسطينية بعيد ترأس ترامب، حاول خلال الأسبوعين الماضيين ترتيب مكالمة هاتفية بين ترامب والرئيس الفلسطيني، محمود عباس، لإطلاعه على الخطة الأميركية. ومع ذلك، فشل جميع الوسطاء في ترتيب محادثة هاتفية بين ترامب والرئيس الفلسطيني.
وأكد مسؤول فلسطيني رفيع، في تصريح لوكالة "الأناضول"، لاحقًا، ما أورده رافيد، أن عباس، رفض تلقي مكالمة هاتفية من ترامب، خلال الأيام القليلة الماضية، مؤكدا أنه "كانت هناك محاولات من ترامب لإجراء محادثة هاتفية مع عباس، ولكن الأخير رفض ذلك".
كما نقل رافيد عن مسؤولين عرب (لم يحددهم) أن البيت الأبيض يدرس دعوة العديد من وزراء الخارجية العرب إلى واشنطن هذا الأسبوع، لحضور حدث آخر يتم تنظيمه بالتوازي مع موعد إطلاق "صفقة القرن" للإعلان عن إجراءات تطبيعية مستعدة دولهم لاتخاذها مع إسرائيل.
وأشار رافيد إلى أن حفل إطلاق "صفقة القرن" سيشهد خطابا للرئيس الأميركي، الذي سيتيح المجال لصهره، جاريد كوشنر، على شرح تفاصيل الخطة الأميركية المعدة لتسوية القضية الفلسطينية.