أعلنت منظمة التعاون الإسلامي، اليوم الإثنين، رفضها لخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط، المعروفة إعلاميا بـ"صفقة القرن" معتبرة أنها "متحيزة وتتبنى الرواية الإسرائيلية" للنزاع، ودعت أعضاءها إلى عدم التعامل مع الخطة أو التعاون مع الإدارة الأميركية لتنفيذها.
وانطلق في مدينة جدة، اجتماع طارئ لمنظمة التعاون الإسلامي على مستوى وزراء الخارجية لبحث الموقف من "صفقة القرن".
وقال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، يوسف بن أحمد العثيمين، في كلمة له خلال انطلاق الاجتماع "نأمل أن نصل خلال الاجتماع لموقف يرتقي لتطلعات الشعب الفلسطيني، وعدم تبنّي أي جهود لا تلبي الحقوق الوطنية غير القابلة للتصرف للشعب أو تخالف المرجعيات القانونية والدولية المتفق عليها للحل السلمي".
وأكد على أن أي حل يجب أن يقوم على إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة ومتصلة جغرافيا، وعاصمتها القدس الشرقية، لافتا إلى أن القضية لا زالت على سلم "أولويات المنظمة".
وقالت المنظمة التي تضم 57 دولة وتتخذ من جدة مقرا لها، في بيان صدر عقب اجتماع طارئ لوزراء خارجيتها إنّها "ترفض هذه الخطة الأميركية الإسرائيلية لأنها لا تلبي الحد الأدنى لتطلعات الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة"، داعية كافة أعضائها إلى "عدم التعامل بأي شكل من الأشكال مع هذه الخطة أو التعاون مع الجهود التي تبذلها الإدارة الأميركية لإنفاذها".
بدوره، أكد وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، في كلمة له، تمسك بلاده بضرورة وجود "حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية يكفل حقوق الشعب بإقامة دولة وعاصمتها القدس الشرقية وفق الشرعية الدولية ومقرراتها".
وشدد على أن بلاده "تدعم الجهود الرامية لدفع عجلة التفاوض للتوصل إلى حل عادل للقضية، ينهي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي عبر حل شامل، يكفل استعادة حقوق الشعب المشروعة".
من جانبه، طالب وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، دول المنظمة بضرورة "رفض صفقة القرن بشكل قاطع، وعدم قبول فرض أجندة الإدارة الأمريكية والاحتلال الإسرائيلي الاستعماري من ضم وإنكار للحقوق الفلسطينية المشروعة، وعدم التعاطي مع الصفقة بأي شكل".
من ناحية أخرى، قالت وزارة الخارجية الإيرانية إن السعودية منعت وفدا إيرانيا من حضور اجتماع منظمة التعاون الإسلامي في جدة لمناقشة الخطة الأميركية للسلام.
ونقلت وكالة أنباء فارس عن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي قوله إن "الحكومة السعودية منعت مشاركة الوفد الإيراني في الاجتماع الذي يعقد في مقر منظمة التعاون الإسلامي لبحث خطة صفقة القرن".
وقال موسوي إن إيران قدمت شكوى لمنظمة التعاون الإسلامي، واتهمت السعودية باستغلال وجود مقر المنظمة فيها. ولم يصدر تعليق من المسؤولين السعوديين.
واتهم السعودية بأنها تخلق العراقيل أمام مزاولة المنظمة نشاطاتها، واستنكر هذا الوضع فيما يخص موضوعا مهما كالقضية الفلسطينية.