قدمت مصر اليوم الثلاثاء مقترحاً جديداً لوقف إطلاق النار في غزة خلال الساعات القليلة الماضية في أعقاب انقلاب إسرائيل على اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع. وبحسب المعلومات، فإن المقترح المصري يمثل "جسراً" للخلافات ويحمل رؤية وسيطة بين ما تضمنه المقترح الذي وافقت عليه حماس في السابق بإطلاق سراح الجندي الأميركي - الإسرائيلي ألكسندر عيدان وخمسة جثامين لأسرى، وبين المقترح الذي طرحه مبعوث البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط ستيف ويتكوف والذي تضمن إطلاق سراح نصف الأسرى الأحياء ونصف الجثامين لدى المقاومة.
وتضمن المقترح المصري الجديد، وقف إطلاق النار في غزة، واستئناف فتح معبر رفح أمام خروج المصابين من القطاع، وإدخال المساعدات الإغاثية والإنسانية، وذلك في مقابل إطلاق المقاومة سراح عدد من الأسرى الإسرائيليين المصابين وجثامين لأسرى من مزدوجي الجنسية على أن يتم التوافق حول الأعداد في أعقاب إبداء الطرفين قبولهما للمقترح الذي يأخذ صبغة إنسانية. ووفقا للمقترح المصري، تتم استعادة حالة الهدوء ومن ثم العودة لمفاوضات استئناف وقف إطلاق النار في القطاع.
في موازاة ذلك، وحسب ما توفر من معلومات، فإن التقديرات المصرية بشأن موجة الهجوم الإسرائيلي الجديدة على القطاع، تخشى من أنها قد لا تتوقف قبل نهاية شهر رمضان وذلك بعد دراسة حجم الاستعدادات والتجهيزات الإسرائيلية. وبجسب مصادر فأن اتصالات رفيعة المستوى جرت صباح اليوم على مستويين أمنى وعسكري من الجانب المصري مع رئيس أركان الجيش الاسرائيلي إيال زامير ورئيس جهاز الموساد ديفيد برنيع، جرى خلالها التأكيد على عدم المساس بالعناصر المصرية الموجودة بالقطاع سواء العاملين في مجال الإغاثة من الأطباء وسائقي المعدات، وكذلك العناصر الأمنية المسؤولة عن مراقبة الحركة على محور نتساريم. وبحسب الاتصالات التي جرت، فإن الجانب الإسرائيلي طرح توفير ممرات آمنة لعودة العناصر المصرية لحين وصولها إلى معبر كيرم شالوم.
وكانت مصادر مصرية كشفت في وقت سابق اليوم الثلاثاء توجيه المسؤولين في جهاز المخابرات العامة دعوة عاجلة لوفد التفاوض بحركة حماس للحضور إلى القاهرة بشكل عاجل لبحث سبل وقف الحرب على القطاع.
وأجرى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الثلاثاء، اتصالاً هاتفياً مع أمير دولة الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، في إطار استعراض تطورات الأوضاع الإقليمية في المنطقة، وبحث تعزيز التعاون المشترك في المجالات كافة، ارتباطاً بعمق العلاقات التاريخية بين البلدين. وأعرب السيسي وأمير الكويت عن إدانتهما الشديدة لاستئناف إسرائيل عدوانها على قطاع غزة، الذي أسفر عن سقوط مئات من الضحايا المدنيين، بينهم أطفال ونساء، في انتهاك صارخ للقانون الدولي، واتفاق وقف إطلاق النار في القطاع.
وكانت مصر قد طالبت المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، والحيلولة من دون إعادة المنطقة إلى سلسلة متجددة من العنف والعنف المضاد. ودعت جميع الأطراف إلى "ضبط النفس"، وإتاحة الفرصة للوسطاء لاستكمال جهود التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.