أفادت مصادر أمنية بمقتل 30 شرطيا مصريا على الأقل -بينهم ستة ضباط، أحدهم برتبة عميد- في اشتباكات مع مسلحين وقعت الجمعة في منطقة الواحات بصحراء مصر الغربية على بعد نحو 135 جنوب غربي العاصمة القاهرة.
ونقلت وكالة رويترز عن مصادر قولها إن الاشتباكات وقعت عندما انطلقت قوة أمنية في عملية لمداهمة موقع يعتقد أنه يؤوي ثمانية أفراد من حركة سواعد مصر (حسم) التي تنفذ عمليات ضد الشرطة المصرية، مضيفة أن المسلحين استخدموا قذائف صاروخية من طراز "آر بي جيه" وعبوات ناسفة ما أوقع خسائر بشرية كبيرة في القوة التي وصفتها الوكالة بـ "الكبيرة".
كما نقلت رويترز عن بيان لوزارة الداخلية المصرية أن "عددا من المتشددين قتلوا في الاشتباكات وإن قوات الأمن ما زالت تمشط المنطقة".
وذكرت المصادر أن عدد قتلى الاشتباكات مرشح للزيادة، وأن ثمانية من أفراد الأمن أصيبوا بجروح، في حين لم يتضح مصير المسلحين، وقال مصدر إن عناصر تعزيزات أمنية تعرضوا لكمين بالمنطقة، وهو ما تسبب في زيادة الخسائر البشرية.
وأفادت صحيفة محلية بأن أحد الضباط القتلى يحمل رتبة عميد، بالإضافة إلى مقدم ورائد ونقيبين.
ونقلت صحيفة أخرى عن إعلامي مصري قوله إن الضباط القتلى ينتمون إلى قوات العمليات الخاصة بوزارة الداخلية وقطاع الأمن الوطني (جهاز أمن الدولة سابقا).
وقد استعانت قوات الأمن بمروحيات لتمشيط المنطقة وملاحقة المسلحين، وتم تشديد الإجراءات الأمنية في مختلف مناطق الواحات، ولا سيما في المناطق المتاخمة لموقع الاشتباكات التي دارت على طريق الواحات الجيزة.
ويعتبر هذا العدد من القتلى والجرحى من أفدح خسائر الشرطة المصرية خارج سيناء منذ تزايد الاضطراب الأمني في البلاد قبل أربع سنوات.
وقال الخبير الأمني المصري اللواء رفيق حبيب في اتصال مع الجزيرة إنه كان لا بد من التنسيق بين الشرطة والقوات المسلحة المصرية لتفادي هذه الخسائر، نظرا لأن منطقة الاشتباكات منطقة مفتوحة تشبه مواقع المواجهة في شبه جزيرة سيناء.
ويقول النظام المصري إن حركة حسم تعتبر ذراعا مسلحة لجماعة الإخوان المسلمين، لكن الجماعة تنفي ذلك وتقول إنها متمسكة بالنهج السلمي في معارضة السلطة التي تشن حملة مشددة ضد معارضيها منذ الانقلاب العسكري على الرئيس المنتخب محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان في يوليو/تموز 2013.