تتواصل الاحتجاجات في عموم الولايات المتحدة الأميركية، فيما تتصاعد الانتقادات الموجهة للرئيس دونالد ترامب، حيث دفعت السلطات بتعزيزات أمنية إضافية من وحدات القوى الاتحادية وقوات الحرس الوطني والشرطة المحلية بواشنطن، لتعزيز الدرع الأمني حول البيت الأبيض.
ومع تصاعد الاحتجاجات وجه المدعي العام لولاية مينيسوتا كيث إليسون الاتهام لثلاثة من عناصر الشرطة من المشاركين بتوقيف جورج فلويد، بالمساعدة والتحريض على جريمة قتل من الدرجة الثانية، والمساعدة والتحريض على القتل غير العمد.
ومع انتشار دائرة الاحتجاجات، قال ترامب إنه لا يعتقد أنه سيحتاج إلى الاستعانة بقوات الجيش للتصدي للاحتجاجات التي دخلت يومها التاسع، والتي أشعلها مقتل فلويد على يد شرطي.
وقال ترامب في مقابلة مع تلفزيون نيوزماكس ردا على سؤال عما إذا كان سيرسل الجيش إلى أي مدينة بعد الاحتجاجات التي شابها العنف في بعض الأحيان بسبب مقتل جورج فلويد، "لا أعتقد أننا سنضطر لذلك".
وكان ترامب قد قال في السابق إنه قد يستعين بقوات الجيش في الولايات التي تخفق في كبح الاحتجاجات العنيفة.
وفي غضون ذلك، شن وزير الدفاع الأميركي السابق جيم ماتيس، الذي استقال من منصبه احتجاجا على انسحاب قوات بلاده من سورية، هجوماً غير مسبوق على الرئيس ترامب، متهما الملياردير الجمهوري بالسعي إلى "تقسيم" الولايات المتّحدة.
وقال ماتيس في تصريح نشرته مجلة "ذي أتلانتيك" على موقعها الإلكتروني إن "دونالد ترامب هو أول رئيس في حياتي لا يحاول توحيد الأميركيين، بل إنه حتى لا يدعي بأنه يحاول فعل ذلك"، مضيفا "بدلا من ذلك، هو يحاول تقسيمنا".
وهذا أول انتقاد من نوعه يصدر عن ماتيس، الجنرال السابق في سلاح المارينز والذي يحظى باحترام كبير في بلاده والذي سبق له وأن رفض مرارا توجيه أي انتقاد لترامب لأنه كان يعتبر أنه من غير المناسب انتقاد رئيس أثناء توليه منصبه.
واتهم المرشح الديمقراطي للرئاسة جو بايدن، ترامب بأنه "قام بتحويل البلاد إلى ساحة معركة مزروعة بالأحقاد القديمة والمخاوف الجديدة"، معتبرا أن الرئيس قلق حيال إعادة انتخابه أكثر من قلقه على جمع شمل البلاد.
من جانبه، نأى وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر بنفسه عن صورة ترامب أمام الكنيسة، وقال إن تحقيقا فتح في قمع المحتجين، نافيا علاقة الحرس الوطني بذلك.
وأعلن رفضه نشر الجيش، وقال إن البنتاغون يواجه تحديا كبيرا في محاولة الحفاظ على وضعه بعيدا عن السياسة في ظل اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية.
ويدخل الحرس الوطني كـ"بديل" عن فكرة الجيش. وأعلن البنتاغون أول من أمس، أنه نقل نحو 1600 من قوات الجيش إلى منطقة واشنطن. وقال المتحدث باسمه جوناثان راث هوفمان، إن القوات "في حالة تأهب قصوى"، لكنها "لا تشارك في الدعم الدفاعي لعمليات السلطة المدنية".
واحتجت رئيسة بلدية واشنطن موريال باوزر، على إرسال عسكريين "إلى الشوارع الأميركية ضد الأميركيين"، على غرار العديد من الحكام الديمقراطيين الذين رفضوا حتى تدخل الحرس الوطني.