الرئيسية » اخبار محلية » جرافات إسرائيل تهدم بيتا في كسيفة
جرافات إسرائيل تهدم بيتا في كسيفة
27/02/2014 - 12:00

 "كانت آثار الهدم مريبة ومؤلمة”. بهذه الكلمات لخص أبناء عائلة العقيلي من سكان بلدة كسيفة، قيام جرافات السلطات الإسرائيلية، اليوم الأربعاء، بهدم منزل يعود للشاب اليتيم محمد أحمد العقيلي (18 عاما) ووالدته آمنة العقيلي (65 عاما)، وهي أرملة ومعاقة.
ويقول سعود العقيلي: "كانت تلك دقائق معدودة تلذذت بها قوات الهدم وهي تعيث خرابا ودمارا، لكن هذه الدقائق قضت على تحويشة العمر لهذا الشاب اليتيم والذي كدّ وتعب هو ووالدته الأرملة التي وفرت من قوت يومها من أجل بناء بيت متواضع لابنها، وما أن أتمّت البناء بعد جهد كبير، حتى تقدمت الأيدي الحاقدة لتذهب تحويشة العمر أدراج الرياح".

"لم يبقَ الا نتنياهو!"

وعن عدد القوات التي حضرت للقيام بالهدم، قال أبناء عائلة العقيلي: "يبدو أنّه لم يبقَ إلا نتنياهو". وحول طريقة تعاملهم خلال عملية الهدم قال نايف العقيلي: "رأينا في عيونهم الحقد الدفين وفي تصرفاتهم العنصرية المقيتة، ولم يكتفوا بهدم البيت بل عاثوا في محيط البيت خرابا ودمارا وقاموا بتخريب شبكة المياه والكهرباء وقلعوا الأشجار وأزالوا السياج المحيط بالبيت وفي طريقهم قاموا ببعثرة بعض مواد البناء والتي لا علاقة للبيت المهدوم بها، ثم قاموا بالتنقيب على صبة أرضية لأحد البيوت واتلفوها… حتى المراحيض لم تسلم من الهدم".

وأما مشهد آمنة العقيلي فكان أكثر إيلاما وفظاعة. فأم ركان العقيلي هي معاقة وتعاني من أمراض عديدة. وتروي الحاجة المسنة: "هدموا بيتي وهو عبارة عن غرفة واحدة قمنا ببنائها بعد أن اقتلعت العاصفة خيمتي وأنا امرأة مريضة ومعاقة واحتاج أن أعيش في بيتي بحرية وأمان، لكنهم جاؤوا بقوات كبيرة وهدموا بيتي والآن أعيش في غرفة داخل بيت ابني مع أبنائه الصغار وحالي يزداد سوءا".

وتضيف المسنة والدمع ينهمر من عينيها: "حسبنا الله ونعم الوكيل عليهم، أشكوهم إلى الواحد الأحد وأسال الله أن يخلصنا من يد الظالمين.. لما جاءوا لهدم البيت رفضت الخروج منه وصليت ركعتين شكرا لله على الابتلاء، ودعوت فيها على الظالمين". وتكمل “أم ركان” حديثها قائلة: "يعلم الله اني تداينت من أجل أن أبني غرفة لي تسترني وها هم هدموها وتركوني في العراء… هذا إرهاب وإجرام".

وبالرغم من الوضع السيء الذي تعيشه هذه المسنة، غير أنّها كانت تبدي رباطة جأش وقوة إيمان وإرادة وعزيمة وتوكل على الله تعالى.
وفي ديوان عائلة العقيلي كان الغضب سيد الموقف بعد عملية الهدم. وقال سعود العقيلي: "هذا إجرام وإرهاب، وظلم وعنصرية تدل على مدى كراهيتهم للعرب ولأصحاب الأرض. لقد قاموا بتخريب كل شيء أمامهم، لكننا نقول لهم إننا صامدون مرابطون في أرضنا حتى يأذن الله لنا بالفرج".

إعادة بناء البيت

من جهتها استنكرت مؤسسة النقب للأرض والإنسان بشدة هدم البيتين لدى عائلة العقيلي واستمرار سياسة هدم البيوت في قرى وربوع ونجوع النقب. وقال الأستاذ صالح أبو سعد، رئيس مؤسسة النقب للأرض والانسان: "نحن أمام حالة إنسانية يندى لها الجبين، وتشكل وصمة عار في جبين من قاموا بالهدم والدمار، وهذه الأعمال تدل دلالة واضحة عن تجرد هؤلاء من القيم الإنسانية وإلا كيف نفسر قيامهم بهدم بيت لشاب يتيم وامرأة مسنة معاقة ومريضه لا تقوى على فعل شي".

وأكد الشيخ أحمد السيد، مدير مؤسسة النقب للأرض والإنسان، أنّ "مؤسسة النقب إلى جانب استنكارها لعملية الهدم قررت أن تقوم ببناء بيت لهذه المسنة لتعيش حياة كريمة".

وعقب الشيخ أسامة العقبي، مسؤول الحركة الإسلامية (الجناح الشمالي) في النقب، على عمليات هدم البيوت بالقول: "نحن نرى أن الحل الأمثل للرد على عمليات الهدم والظلم الذي يحاك ضد أهلنا في النقب، هو من خلال المزيد من الصبر والثبات إلى جانب مد يد العون وتعزيز صمود وثبات أهلنا في أرضهم وقراهم، سيما ونحن الآن مقبلون على تنفيذ مشاريع معسكر التواصل التاسع مع النقب والذي تنفذ فيه الحركة الاسلامية عبر مؤسسة النقب للأرض والانسان عشرات المشاريع من بناء وصيانة بيوت وشق طرق وبناء الجسور ومد القرى بالمياه وغيرها من المشاريع، ونحن نحمد الله تعالى أن وفقنا لخدمة أهلنا وهي دعوة لكل الغيورين للمساهمة في التطوع من أجل إنجاح مشاريع معسكر التواصل التاسع والتي تشكل الرد الأمثل لعمليات الهدم".

اضف تعقيب
الإسم
عنوان التعليق
التعليق
ارسل
  • 04:45
  • 11:25
  • 02:20
  • 04:41
  • 06:00
  • You have an error in your SQL syntax; check the manual that corresponds to your MariaDB server version for the right syntax to use near ')) order by `order` ASC' at line 1