رفعت أجهزة الأمن الإسرائيلية حالة التأهب عند الحدود، وخاصة الحدود مع لبنان وفي هضبة الجولان المحتلة، كما رفعت حالة الاستنفار في السفارات والقنصليات الإسرائيلية في العالم، تحسبا من رد إيراني في أعقاب اغتيال قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، في بغداد قبيل فجر اليوم، الجمعة.
وأعلنت وزارة الخارجية وأجهزة الأمن الإسرائيلية عن حالة استنفار عليا في السفارات والقنصليات في العالم، تحسبا من رد إيراني على اغتيال سليماني. كما تقرر تعزيز الحراسة في بعض السفارات والقنصليات في أماكن حساسة.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه "إثر تقييم للوضع تقرر عدم فتح موقع جبل الشيخ للزوار، اليوم. لا توجد تعليمات أخرى لسكان الجولان والمنطقة، والوضع العادي مستمر". ويعقد وزير الأمن الإسرائيلي، نفتالي بينيت، صباح اليوم، مداولات لتقييم الوضع الأمني في مقر وزارة الأمن في تل أبيب، وبمشاركة رئيس أركان الجيش، أفيف كوخافي.
وخلافا لتقارير إسرائيلية، فإن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، لم يقطع زيارته لليونان بسبب التطورات الأمنية. وقال مكتب نتنياهو إن "رئيس الحكومة يتلقى تقارير أمنية بشكل متواصل"، لكنه يواصل برنامج زيارته لليونان، "والآن يعقد اجتماعا مع وزير الخارجية اليوناني".
وأشارت الإذاعة العامة الإسرائيلية "كان" إلى أن نتنياهو صرح قبيل مغادرته إلى اليونان، أمس، قائلا إن "إسرائيل تدعم كافة خطوات الولايات المتحدة بالكامل، وكذلك حقها الكامل في الدفاع عن نفسها وعن مواطنيها".
وأضاف أن "منطقتنا صاخبة بالأحداث الدراماتكية جدا. نحن نتابع بيقظة وعلى اتصال دائم مع صديقتنا الكبرى، الولايات المتحدة، بما في ذلك خلال محادثتي مساء أمس (مع بومبيو). نحن ندعم بالكامل خطوات الولايات المتحدة"، دون أن يفصح عن طبيعة هذه الخطوات.
ونقلت عن مسؤول كبير في البنتاغون قوله إنه "تم إبلاغ إسرائيل قبيل الاغتيال".
وكان نتنياهو قال قبيل سفره إلى اليونان، صباح أمس، إنه "نعلم أن منطقتنا عاصفة، وتحدث فيها أمور دراماتيكية للغاية. ونتابع ذلك بيقظة، ونجري اتصالات متواصلة مع صديقتنا الكبرى، الولايات المتحدة، وبضمن ذلك محادثة هاتفية أجريتها بعد ظهر أمس"، من دون ذكر المسؤول الأميركي الذي تحدث معه، لكن وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، قال إنه أجرى اتصالا مع نتنياهو أمس.
وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن الجيش قتل سليماني بناء على تعليمات الرئيس، دونالد ترامب. وادعى البنتاغون أن "سليماني وفيلق القدس التابع له، مسؤولان عن مقتل مئات من القوات الأميركية وقوات التحالف".
وتوعد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية، علي خامنئي، بـ"انتقام صعب في انتظار المجرمين" في أعقاب اغتيال سليماني. وأضاف أنه "يعرف جميع الأصدقاء وكذلك الأعداء، أن خط جهاد المقاومة سوف يستمر في تحفيزه مضاعفًا". وشدد على أن "فقدان هذا القائد العزيز والغالي أمر مر"، لكن "استمرار الكفاح وتحقيق النصر النهائي سيجعل القتلة والمجرمين أكثر مرارة"، حسب تعبيره، وأعلن الحداد العام في إيران لثلاثة أيام.
وقال وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، عبر "تويتر"، إن اغتيال سليماني هو تصعيد خطير للغاية ويتسم بالحماقة. وأضاف أن واشنطن تتحمل المسؤولية عن تبعات مغامرتها المارقة. وقال "إننا سننفذ كل ما سيتخذه مجلس الأمن القومي للرد على اغتيال سليماني".
واستدعت الخارجية الإيرانية السفير السويسري، راعي المصالح الأميركية في طهران، احتجاجا على اغتيال سليماني.
من جانبه توعّد رئيس مصلحة تشخيص النظام في إيران والقائد السابق للحرس الثوري، محسن رضائي، الولايات المتحدة بـ"الانتقام" لمقتل سليماني. وقال في تغريدة في "تويتر"، إنّ "سليماني انضمّ إلى إخوانه الشهداء لكنّنا سننتقم له من أميركا شرّ انتقام".