أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مساء اليوم، الثلاثاء، انسحاب واشنطن من التفاق النووي مع إيران، وأنه سيوقع على قرار لإعادة فرض كل العقوبات المتعلقة بإيران والتي كانت قد علقتها في إطار الاتفاق النووي، ذلك بالإضافة إلى فرض عقوبات جديدة.
وقال الرئيس الأميركي، خلال خطابه، إن "إيران لم تفعل شيئًا أخطر من السعي لامتلاك سلاح نووي"، واعتبر ترامب أن إسرائيل قدمت الأدلة على سعي إيران لامتلاك الأسلحة النووية.
وأشار إلى أن الاتفاق يسمح لإيران بمواصلة تخصيب اليورانيوم في الوقت الذي يفترض به أن يقدم الحماية لأميركا وحلفائها
واعتبر ترامب أنه "تم التفاوض بشكل سيء على اتفاق إيران النووي"، مضيفا أن "الشروط الموضوعة ليست مقبولة". وتحدث عن "دليل قاطع" على أن إيران لم توقف أنشطتها النووية، مشددا: "هذا الاتفاق كارثي أعطى النظام الإيراني الإرهابي ملايين الدولارات".
وهاجم ترامب طهران، مؤكدا أن "النظام الإيراني هو الإرهاب الأكبر ويدعم الجماعات المتطرفة"، وأن "الاتفاق لم يمنع إيران من دعم الإرهاب وأن تصبح أكثر وقاحة".
ووقع ترامب على مذكرة تتضمن عقوبات جديدة على إيران، وقال في هذا السياق: "سنعيد فرض أعلى مستوى من العقوبات القاسية على إيران وأي دولة تساعدها وسيتم فرض عقوبات عليها هي الأخرى"، دون مزيد من التفاصيل بخصوص العقوبات الاقتصادية.
وكشف الرئيس الأمريكي، أن هذا القرار جاء بعد مشاورات أجراها مع حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا والشرق الأوسط، مضيفًا "سنعمل مع حلفائنا للعثور على حل شامل ودائم للتهديد النووي الإيراني"، على حد تعبيره
هذا واحتفل رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بقرار ترامب، وسارع بالتصريح أن "قرار الانسحاب من الاتفاق هو قرار صائب، ونحن جاهزون لأي رد على أي هجوم علينا، لدينا جيش قوي وسيتمكن من صد أي هجوم".
وقال مصدر كبير في الكونغرس الأميركي، إن بنس أخطر قادة الكونغرس، في وقت سابق، اليوم، أن ترامب سيعلن الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني. وبحسب مصدر مقرب مطلع على المفاوضات، فإن ترامب اتخذ قراره النهائي بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وقال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، عقب إعلان ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي، إن فرنسا وألمانيا وبريطانيا تأسف للقرار الأميركي بالانسحاب من الاتفاق النووي.
وأكدت صحيفة "نيويورك تايمز"، اليوم الثلاثاء، أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، كان قد أبلغ نظيره ماكرون، أن واشنطن ستنسحب من الاتفاق النووي الإيراني.
فيما وقال مسؤول أميركي رفيع لشبكة (سي إن إن) إن العقوبات الأميركية على إيران ستدخل حيز التنفيذ في غضون بضعة أشهر. وأشارت الشبكة الأميركية إلى أن قرار ترامب قد يمنح مؤيدي التفاقية (حلفائه الأوروبيين) مهلة تقدر بأشهر معدودة لتقديم البدائل.
وفي 2015، وقعت إيران، مع الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن (روسيا والولايات المتحدة وفرنسا والصين وبريطانيا) وألمانيا، اتفاقًا حول برنامجها النووي.
وينص الاتفاق على التزام طهران بالتخلي لمدة لا تقل عن 10 سنوات، عن أجزاء حيوية من برنامجها النووي، وتقييده بشكل كبير، بهدف منعها من امتلاك القدرة على تطوير أسلحة نووية، مقابل رفع العقوبات عنها.
وهناك خلاف حول الملف الإيراني بين واشنطن والدول الأوروبية، حيث هدد ترامب، بالانسحاب من الاتفاق النووي بحلول 12 أيار/ مايو الجاري، في حال أخفقت الدول الغربية في تعديل "عيوبه الرهيبة"، فيما دافعت بعض الدول الأوروبية على الاتفاق، وتقول إنها ملتزمة به.