بدأت أمام محكمة الاستئناف في المغرب، يوم أمس الأربعاء، محاكمة قادة "حراك الريف" الذي هز شمالي المغرب في السنوات 2016 و2017 بعد 5 شهور على صدور أحكام ابتدائية عليهم بالسجن ما بين عام حتى 20 عاما.
ويمثل أمام محكمة الاستئناف بالدار البيضاء 42 متهما، بينهم ناصر الزفزافي الذي يعتبر "زعيم الحراك"، بينما استفاد 11 من رفاقهم من عفو أصدره العاهل المغربي الملك محمد السادس في آب/أغسطس الماضي.
وانتهز بعض المعتقلين فرصة مثولهم أمام القاضي للتحقق من هوياتهم، كي يؤكدوا وطنيتهم وينكروا "تهمة الانفصال" التي أدينوا بها ويطالبوا بتوفير "ضمانات المحاكمة العادلة".
وقال أحد المتهمين "ألتمس من المحكمة أن توفر لنا شروط المحاكمة العادلة وإلا فإنني لن أمثل أمامها"، مذكرا بمقاطعة الجلسات الأخيرة للمرحلة الابتدائية احتجاجا على ما اعتبره المتهمون "غياب شروط العدالة".
ورد القاضي على المتهم داعيا إلى "نسيان ما مضى فهذه مرحلة جديدة"، موضحا أن الوقت لم يحن بعد لمناقشة تفاصيل القضية. ولم تخل الجلسة من توتر لاحتجاج بعض محامي الدفاع على طريقة تسيير الجلسة بينما حاول القاضي تهدئة الأجواء.
وأكد عضو هيئة الدفاع محمد آيت بناصر "الأحكام الابتدائية لم تحقق العدالة، لا أرى أي مؤشرات إيجابية في مرحلة الاستئناف، لكنني أتمنى أن أكون مخطئا".
من جهته صرح محامي الدولة في الملف محمد كروط "سوف نعيد التأكيد على مطلبنا بدرهم رمزي تعويضا عن الأضرار التي لحقت بالقوات العمومية، هناك ضحايا وأضرار مادية ومعنوية ووقائع ثابتة".
واستغل بعض أفراد عائلات المتهمين وقف الجلسة لدقائق كي يوجهوا تحية للمعتقلين وردد هؤلاء "قسما بعدم خيانة الحراك" هاتفين بـ"حياة الوطن". وقال أحد أقارب المعتقلين "إن معنوياتهم مرتفعة".
وكانت هيئات سياسية وحقوقية عديدة قد طالبت بالإفراج عن المعتقلين معتبرة أن مطالبهم "عادلة" وأحكام إدانتهم "قاسية"، في حين أكدت السلطات أنهم تمتعوا بجميع ضمانات المحاكمة العادلة.
وبدأت محكمة الاستئناف الاثنين محاكمة الصحافي حميد المهداوي الذي صدر بحقه حكم بالسجن ثلاث سنوات مع النفاذ بعد تغطيته للأحداث.
يذكر أن الحركة الاحتجاجية المعروفة بـ"حراك الريف" كانت قد هزت مدينة الحسيمة وأنحاءها على مدى أشهر بين خريف 2016 وصيف 2017، وقد خرجت أولى التظاهرات احتجاجا على حادث أودى بحياة بائع السمك محسن فكري.
وشمل العفو الذي أصدره العاهل المغربي بمناسبة عيد الأضحى في آب/أغسطس 188 شخصا أدينوا بأحكام مختلفة على خلفية "الحراك"، كما أفاد مصدر في المجلس الوطني لحقوق الإنسان.