قمعت قوات الأمن السودانية، مساء الإثنين، مظاهرة جديدة في الخرطوم مما أسفر عن إصابة عدد من المحتجين واعتقال آخرين، بينما دعا الرئيس عمر البشير إلى تشكيل لجنة لتقصي الحقائق والحوار للخروج من الأزمة الاجتماعية والاقتصادية الراهنة.
وألقى رجال شرطة القبض على عشرات المحتجين بينما تابع آخرون المظاهرات من فوق أسطح المباني ومن العربات المدرعة التي تقف في الشوارع وقد نصبت عليها مدافع رشاشة.
وهتف بعض المحتجين "الشعب يريد إسقاط النظام" وهو شعار جرى ترديده على نطاق واسع خلال انتفاضات الربيع العربي التي أطاحت بعدد من القادة.
وخرجت المظاهرة تلبية لدعوة أطلقها تجمع المهنيين السودانيين للتوجه نحو القصر الرئاسي للمطالبة بتنحي الرئيس البشير ورحيل الحكومة، وهي المرة الثانية التي تتصدى فيها الشرطة لمحاولة المتظاهرين التوجه نحو القصر بعد محاولة أولى يوم 25 كانون الأول الماضي.
وأصيب العديد من الأشخاص أصيبوا بجروح أمس الاثنين لدى قمع قوات الأمن مظاهرة وسط العاصمة تطالب برحيل الحكومة وتنحي الرئيس البشير، كما اعتقلت الشرطة، بحسب ما أفادت الجزيرة، عددا من المتظاهرين، بينهم زينب الصادق المهدي عضوة المكتب السياسي لحزب الأمة المعارض. وقد بث ناشطون سودانيون مقاطع مصورة تظهر إصابة متظاهرين بجروح في الرأس.
وقال بيان للجنة الأطباء المركزية إن قوات الأمن السودانية استخدمت الرصاص الحي والقوة ضد المتظاهرين، وقد أدى ذلك إلى وقوع تسعة جرحى.
ووفقا للجنة الأطباء، استعانت الحكومة بقوات غير نظامية إلى جانب قوات من جهاز الأمن والشرطة والجيش والدفاع الشعبي لفض المظاهرات.
ولاحقا ظهر البشير على التلفزيون السوداني متجهم الوجه ليقر بأن بلاده تواجه تحديات وتعهد بالتعامل معها، لكنه لم يشر إلى الاضطرابات. وقال البشير "بلادنا تمر بظروف اقتصادية ضاغطة أضرت بشريحة واسعة من مجتمعنا لأسباب خارجية وداخلية تعلمونها.
وقال خلال كلمته عشية الاحتفال بذكرى الاستقلال التي تحل اليوم الثلاثاء إننا "على ثقة بأننا نوشك على تجاوز هذه المرحلة الصعبة والعابرة“.
كما أصدر الرئيس السوداني، قرارا جمهوريا بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق حول الأحداث الأخيرة التي شهدتها البلاد برئاسة وزير العدل محمد أحمد سالم.
ودعا البشير لدى مخاطبته احتفالا بمناسبة أعياد الاستقلال القوى السياسية والحزبية إلى التعاطي الإيجابي مع الأزمة الاقتصادية الحالية. وقال إن حكومته تشعر بوقع المعاناة الحالية، لكنها توشك على تجاوز هذه المرحلة التي دعاها بالصعبة والعابرة.
كما دعا القوى المعارضة للمسارعة إلى الانضمام للحوار والإعداد الجاد للمشاركة في الانتخابات القادمة تحقيقا للشورى والديمقراطية الحقة، وفق تعبيره.
وكانت المظاهرات انطلقت قبل نحو أسبوعين من مدينة عطبرة وشملت 15 من 18 ولاية سودانية احتجاجا على غلاء الأسعار وشح بعض المواد الأساسية والسيولة المالية. وواجهت قوات الأمن الاحتجاجات بالقوة مما أسفر عن مقتل 19 شخصا وفق حصيلة قدمها الخميس الماضي وزير الإعلام السوداني.