أغلقت السلطات المصرية لفترة وجيزة عددا من خطوط مترو القاهرة بعد أن قالت إنها اشتبهت في عبوتين عثر عليهما على سكك إحدى المحطات في جنوب العاصمة.
وقال مصدر أمني إنه تم إبطال مفعول العبوتين المزروعتين قرب محطة حلمية الزيتون ونشر خبراء متفجرات لتفحص مجمل خطوط سكك المترو.
إلا أن وسائل الاعلام الرسمية المصرية نقلت عن مسؤولين في شركة مترو الأنفاق أنه تبين أن العبوتين لم تكونا قنبلتين وإنما مجرد عبوات لا تحوى مواد متفجرة ولكنها مربوطة بسلك كهربائي الغرض منها اثارة الفزع فقط.
وأوضح مسؤولو شركة المترو أنه تم استئناف حركة سير المترو على كل الخطوط.
يأتي ذلك بعد أن قال التلفزيون المصري إن ضابط شرطة قتل صباح اليوم الخميس بالرصاص خلال اقتحام قوات الأمن مدعومة بالجيش بلدة كرداسة بالجيزة لاعتقال ما تقول قوات الأمن إنهم متهمون بقتل عناصر أمنية خلال الاضطرابات التي أعقبت القمع الدامي للمعتصمين بميداني رابعة العدوية والنهضة الشهر الماضي.
وأضاف أن اللواء نبيل فراج -مساعد مدير أمن الجيزة- أصيب في جنبه بالرصاص أثناء اشتباك مع مسلحين، مما أدى إلى وفاته متأثرا بجراحه الخطيرة.
وقبيل الإعلان عن مقتل لواء شرطة بالرصاص, ذكر التلفزيون المصري نقلا عن مصادر أمنية أن قوات الأمن تعرضت أثناء تقدمها في البلدة لإطلاق نار من مسلحين, فردت عليها بالأسلحة النارية والقنابل المدمعة, دون أن يشير إلى إصابات في صفوفهم.
وذكرت مصادر أمنية أن الاقتحام يستهدف "تطهير" كرداسة (120 ألف ساكن) مما سمتها "العناصر الإرهابية والإجرامية", وضبط متهمين على خلفية الهجوم على قسم شرطة كرداسة الشهر الماضي.
وتقول السلطات إن المطلوبين متهمون بقتل 13 شرطيا خلال هجمات تعرضت لها مراكز أمنية بالبلدة عقب قتل مئات المعتصمين في ميداني رابعة والنهضة منتصف الشهر الماضي. وكانت تقارير تحدثت في وقت سابق عن استعدادات لاقتحام كرداسة التي تقول وسائل إعلام مصرية إنها خاضعة لمسلحين.
وقال أحد سكان البلدة إن وحدات من الجيش أغلقت كل المنافذ المؤدية إلى كرداسة بينما تقوم الشرطة بتمشيطها لاعتقال المطلوبين، حسب الرواية الرسمية.
وأضاف أن عددا كبيرا من عربات ومدرعات الأمن انتشرت داخل البلدة, في الوقت الذي كانت فيه الآليات العسكرية تغلق منافذها لمنع الخروج منها أو الدخول إليها.
ووفقا للمصدر نفسه, فإن بعض السكان خرجوا إلى الشوارع لمتابعة الحملة الأمنية مع أن الأمن نبه في وقت سابق السكان إلى ضرورة لزوم منازلهم وعدم السماح لأحد باعتلاء أسطحها. وكانت مصادر للجزيرة أفادت بأن مواجهات وقعت أمس بين قوات الأمن ومسلحين في قرية "دلجا" بمحافظة المنيا في صعيد مصر.
يشار إلى أن كرداسة ودلجا من بين بلدات كثيرة تشهد يوميا مظاهرات مناهضة للانقلاب العسكري الذي أطاح في الثالث من يوليو/تموز الماضي بالرئيس محمد مرسي. وكانت قوات الأمن المصرية اقتحمت دلجا بالمنيا بحثا عن متهمين ضالعين في أعمال حرق وعنف حسب الرواية الرسمية أيضا.
وأكد شهود عيان أن عناصر الأمن فرضت طوقا على عدة منازل في القرية ودهمت عددا منها واعتقلت بعض الأفراد. وتأتي الحملة الأمنية على كرداسة في وقت تستمر فيه المظاهرات المناهضة للانقلاب بمعظم أنحاء الجيزة.