قالت الناطقة الرسمية بأسم وزارة الخارجية الأميركية جنيفر بساكي، أن "موقف الإدارة الأميركية واضح تماماً بالنسبة لأي مساع خارج إطار المفاوضات المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وهي اللغة الدبلوماسية المعتمدة عادة لمعارضة كافة الجهود الفلسطينية في المحافل الدولية، أو اي مساع بشأن التوجه لمجلس الأمن من أجل التقدم بمشروع قرار يحدد سقفا زمنيا لانهاء الاحتلال الاسرائيلي".
وقالت بساكي في معرض ردها على سؤال يخص "تعهد السلطة الفلسطينية بتأجيل التوجه لمجلس الأمن"، أن حكومتها "أعلمت الفلسطينيين بشكل مباشر أننا نؤمن بأن المكان الملائم لتحقيق الدولة الفلسطينية هو التفاوض المباشر بين الطرفين وجهاً لوجه، وإننا بدورنا نعارض الجهود الانفرادية".
وكانت مصادر أميركية وأخرى فلسطينية أكدت أن "إدارة الرئيس أوباما، ووزير الخارجية كيري بالتحديد، تمكنت بالفعل من إقناع الفلسطينيين بتأجيل توجههم لمجلس الأمن وطرح مشروع القرار للتصويت، لأن مثل هذا التوجه سيكلل بالفشل ولن يحقق إلا إحراج إدارة الرئيس أوباما عبر اضطرارها لاستخدام حق النقض (الفيتو) وهو ما ينعكس سلبا على العلاقات الأميركية الفلسطينية".
وذكرت صحيفة فلسطينية أن "الطرف الفلسطيني لم يتمكن حتى هذه اللحظة من الحصول على تسعة أصوات مؤيدة للمشروع الفلسطيني من أعضاء مجلس الأمن وهو الرقم المطلوب لطرح المشروع على التصويت". كما علمت أن سمانثا باورز، الممثلة الدائمة للولايات المتحدة في مجلس الأمن "تحدثت مع كل الأعضاء غير الدائمين في مجلس الأمن ومارست عليهم الضغوطات الأميركية المعهودة بخصوص الصراع الفلسطيني الإسرائيلي"، حسب قول أحد دبلوماسيي دولة تشغل عضوية مجلس الأمن.
من ناحية ثانية، رفضت الناطقة بأسم الخارجية الاميركية جنيفر بساكي توجيه اللوم للرئيس محمود عباس بشأن مقتل طفلة إسرائيلية أميركية الجنسية في حادث دهس بالقدس يوم الأربعاء الماضي، وذلك على عكس رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو الذي حمل الرئيس عباس مسؤولية ذلك. وقالت بساكي: "إن الرئيس عباس صديق للولايات المتحدة ولطالما أدان أعمال العنف والإرهاب".
وفي قضية متصلة، نفت الناطقة بساكي أن يكون وزير الخارجية الأميركي جون كيري قد رفض لقاء وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعلون الذي يزور واشنطن حالياً، بسبب غضبه من تصريحات يعلون التي وجه خلالها انتقادات لاذعة للوزير الاميركي أثناء الحرب الإسرائيلية على غزة، مكتفية بالقول: "إن وزير الدفاع يعلون التقى مع نظيره وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل، ولم يكن هناك برنامج أو طلب للقائه كيري". وأضافت: "بالنسبة لتصريحات الوزير الإسرائيلي يعلون فإن الوزير جون كيري - كما قال هو نفسه - تعرض لانتقادات أكثر حدة من تلك التي نتحدث عنها، ولن تؤثر على ممارسات أو جداول الوزير كيري".