يعيش مخيم اليرموك اليوم إحدى أصعب المراحل في تاريخه، فبين حصار النظام السوري المستمر منذ أكثر من سنتين من وحديثه عن حل عسكري من ناحية، وهجمات 'داعش' والنصرة' والمجموعات التابعة لهم من ناحية أخرى، يقبع نحو 18 ألف لاجئ فلسطيني في المخيم بدون غذاء ولا ماء ولا مواد طبية.
وبحسب مصادر من داخل مخيم اليرموك، منذ أيام واللاجئون يعيشون على ما بقي لديهم من طعام من قبل، الطعام الذي كانت توزعه الأونروا قبل دخول إرهابيي 'داعش' للمخيم وتوتر الوضع الأمني، وقبل بدء قصف النظام للمخيم بالبراميل المتفجرة وصواريخ أرض – أرض، والمياه الشرب منعت عن المخيم على يد النظام السوري منذ اكثر من 240 يومًا.
وقال مصدر لـ'عرب 48' إن الوضع في المخيم كان سيئًا جدًا قبل اقتحام 'داعش'، حيث كان النظام يحاصر المخيم ويمنع الدخول والخروج إليه ومنه، وقطع ماء الشرب مدة 240 يومُا كمان منع دخول الغذاء، ولم يبقى للسكان سوى الغذاء القليل الذي توزعه الأونروا والمياه الجوفية التي تقدمها وكالات الإغاثة.
وبحسب المصدر، ازداد الوضع سوءًا بعد اقتحام إرهابيي 'داعش'، إذ منع النظام السوري الأونوروا من دخول المخيم ومعها الطعام والشراب والمواد الطبية بسبب الوضع الأمني، كذلك قام إرهابيو داعش بسرقة كل ما طالته أيديهم من مؤن وطعام ومواد طبية.
وعن انتهاكات 'داعش' قال المصدر لـ'عرب 48': 'حين دخلوا المخيم قاموا بتدمير منزلي وسرقت محتوياته وسرقة المستودع الخاص بمؤسسة بصمة الخيرية من طعام ووقود مخصص لسقاية الأرض التي نقوم بزراعتها لأجل المدنيين'.
إضافة إلى أزمة الماء والغذاء، هناك الأزمة الطبية، حيث لم تعد المشافي والعيادات تعمل في المخيم لعدة أسباب أهمها نقص المواد الطبية ونقص في الأطباء والممرضين، فبسبب الوضع الأمني ومنع النظام وكالات الإغاثة من دخول المخيم، قلت كثيرًا المواد الطبية، وما تبقى منها قام تنظيم 'داعش' بسرقتها.
كذلك تسبب حصار المخيم ومنع الدخول والخروج بنقص شديد في عدد الأطباء والممرضين والمتطوعين المتخصصين في هذا المجال، الأمر الذي فاقم الوضع الإنساني في المخيم، وبات الكثيرون يصارعون على حياتهم لعدم توفر من يعالجهم.
وحول ردة فعل أهالي اليرموك على تصريحات النظام السوري باستخدام حل عسكري في المخيم، قال المصدر لـ'عرب 48' إن الأهالي لا يقيمون وزنًا لمثل هذه التصريحات، فمنذ أكثر من سنتين والنظام السوري يحاصر المخيم ويعيد نفس التصريحات بشأن الحل العسكري، 'كل ما يهم الأهالي اليوم هو عدم ترك منازلهم وتأمين الغذاء وماء الشرب ومعالجة جرحاهم، ولا همهم ما يقوله النظام السوري لأنهم اعتادوا على مثل هذه التصريحات التي لا تتحول لأفعال أبدًا'.
وتابع المصدر: 'يعيش الأهالي اليوم على الأكل الخفيف مثل الشوربة والسبانخ والسلق، والقليل القليل من الماء، وخلال أيام سنعود للوضع المتأزم بسبب سوء التغذية وسوء الرعاية الصحية وسيموت بعض السكان جوعًا في حال عدم تأمين الغذاء، أو بسبب عدم توفر دواء لمعالجتهم، وعدم توفر المياه النقية أدى لوجود العديد من الأمراض '.