أثار قرار روسيا رفع الحظر عن تسليم إيران منظومة صواريخ أس 300 الدفاعية ردود فعل قلقة في إسرائيل، وعبر مسؤولون عن خشيتهم من أن وجود هذه المنظومة بيد إيران من شأنه أن يمس بـ «التفوق النوعي للجيش الإسرائيلي» ويزيد من صعوبة توجيه ضربة عسكرية لإيران.
وقالت صحيفة 'يديعوت أحرنوت' في تقرير نشرته صباح اليوم، إنه في هذه المرحلة من غير الواضح أي طراز من المنظومة سيسلم لإيران- إذ أنه يوجد بحوزة روسيا عدة نماذج من هذه المنظومة وبمستويات مختلفة . لكن من الواضح أن وجود هذه المنظومة بحوزة إيران يقلل من خيار شن هجوم إسرائيلي على إيران.
وأضاف التقرير قائلا: 'رغم الخشية البالغة من وصول صواريخ أس 300 لإيران، فإن سلاح الجو الإسرائيلي، وحسب مصادر أجنبية، أجرى تدريبات في السنوات الأخيرة في دول صديقة – اليونان أساسا- لمواجهة منظومة دفاعية من هذا النوع'.
وأضافت الصحيفة أن تقديرات الدول الغربية تفيد بأنه من الممكن أن يكون الدافع لخطوة روسيا هو تردي العلاقات مع الغرب بسبب الأزمة الأكرانية. أما في إسرائيل فثمة خشية من أن الحديث يدور عن بداية انهيار العقوبات والقيود المفروضة على إيران.
وقالت الصحيفة، إن القيادة الإسرائيلية لا تستبعد أيضا أن يكون قرار روسيا غير نهائي وأن الحديث يدور عن إعلان يهدف إلى فحص ردود فعل الغرب وبث رسالة تهديد على خلفية الصراع في أوكرانيا.
وتضيف أنه في كل الأحوال، فإن 'البيان الذي صدر عن الكريملين يعزز ادعاءات إسرائيل ضد الاتفاق النووي مع إيران- الذي سيؤدي، من بين أمور أخرى، إلى تداعي حظر السلاح عن إيران'.
وأضافت الصحيفة أن المنظومة الأمنية الإسرائيلية تخشى من إمكانية أن يؤدي الاتفاق النووي مع إيران إلى سباق تسلح إيراني، الأمر الذي من شأنه أن يفتح الأبواب لشركات غربية للقيام بخطوات مماثلة في مجال السايبر والتكنولوجيا المتطورة والسلاح الدقيق.
وتابعت: 'كما أن هناك خشية من أن يكثف الإيرانيون من تسليح الجيش السوري وبالتالي وصول هذه الصواريخ لحزب الله – الأمر الذي من شأنه أن يغير موازين القوى في المواجهة المستقبلية لإسرائيل. وأضافت أن خشية إسرئيل تتمثل بوجود هذه المنظومة المتطورة بيد جهات معادية في المنطقة الأمر الذي يمس بالتفوق النوعي للجيش الإسرائيلي.
ويبدو أن إسرائيل أوصلت مخاوفها رسميا لروسيا يوم أمس حيث حاول وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، التخفيف من مخاوفها وقال إن 'الحديث يدور عن منظومة ذات طابع دفاعي محض وغير معدة لأهداف هجومية. ولا تهدد أمن أي من دول المنطقة بما في ذلك إسرائيل'.