كشفت دراسة حديثة نشرت في المجلة الطبية the lanccet psychiatry والتي تعنى بالطب النفسي أن تدخين الحشيش (كنابس) يضاعف من خطورة الإصابة بمرض الذُهان النفسي، وهو اضطراب عقلي خطير، يؤدي بصاحبه إلى تعطيل إدراكه واستيعابه وذاكرته وعجزه عن رعاية نفسه.
ووجدت الدراسة التي استخدمت عينة من 11 مدينة في مناطق مختلفة في العالم، أن مدخني الحشيش (القنب) يتعرضون لمخاطر أكثر بثلاثة أضعاف ممن لا يدخن الحشيش للإصابة بمرض الذهان، وهو البحث العلمي الأول الذي يفحص العلاقة ما بين تدخين الحشيش والإصابة بمرض الذهان.
وقاد البحث العلمي، وفقا لما أوردته صحيفة "هآرتس"، د. مارتا دي فورتي، من معهد الطب النفسي وعلوم الدماغ في جامعة كينغس كوليج في لندن، وبيّن البحث أن التدخين اليومي للحشيش، الذي يحمل نسب أعلى من مادة THC وهي مادة رباعي هيدرو كانابينول، التي تمتلك خاصية المؤثر النفسي، يسبب أضرارا أكبر على الصحة النفسية، من القنب الذي يحمل نسب ضئيلة من مادة THC.
وشمل البحث العلمي في المرحلة الأولى مسحا للأشخاص الذي تعرضوا للذهان في 11 مدينة أجري فيها البحث العلمي، بين سنوات 2010-2015، وفي الجزء الثاني من البحث تمت المقارنة بين 911 شخصا من هذه المدن الـ11 ممن تعرضوا لنوبة ذهان، و1.237 شخصا ممن لم يتعرضوا أبدا لنوبة ذهان (مجموعة مقارنة) وذلك بغية إمكانية وجود عوامل مؤثرة أخرى للإصابة بمرض الذهان.
واكتشف الباحثون أن العامل المتغير الأبرز في مجموعة البحث هو التدخين اليومي للحشيش، والذي رفع من حدة الخطورة بإصابة الذهان ثلاثة أضعاف للإصابة بنبوة ذهان أولى، كما ارتفعت مخاطر الإصابة بمرض الذهان 5 أضعاف مقارنة مع من لم يدخن الحشيش أبدا في حياته.
ووفقا للبحث العلمي فإن 29.5% ممن تعرضوا للذهان، قالوا إنهم دخنوا الحشيش بشكل يومي، مقابل 6.8% من المجموعة المقارنة.
وعززت معطيات أخرى الارتباط الوثيق بين التدخين اليومي للحشيش والإصابة بالذهان.
واتضح أيضا أن 4 حالات من بين 14 حالة في مدينة أمستردام صنفت أن أسبابها تعود إلى تدخين الحشيش بشكل يومي، وهذا الارتباط أيضا وجد في مدينة لندن بنسبة 21% من حالات الإصابة بالذهان إذ أن حالتين من بين 12 حالة تقدر أن أسبابها التدخين اليومي للحشيش.
وخلص البحث إلى أن التدخين اليومي للحشيش يزيد احتمالات الإصابة بالذهان 3 أضعاف عن أشخاص من عينة عشوائية، و5 أضعاف عن إنسان لم يدخن في حياته الحشيش، كما خلص البحث للتوصل إلى أنه كما ارتفعت نسبة مادة THC بالحشيش زادت مخاطر الإصابة بمرض الذهان.
ووفقا لما أوردت صحيفة "هآرتس" فإن مادة THC المتوفرة في الحشيش المستخدم طبيا في إسرائيل تصل نسبتها ما بين 12-23% أما في أنواع الحشيش المتوفرة في الأسواق بشكل غير قانوني فإن نسب مادة THC تتراوح ما بين 5% حتى 20%.
وحذر بروفيسور شاؤول ليف ران، المختص في علاج الإدمان، من أن أنواع الحشيش المصنفة في البحث العلمي كأصناف قوية هي تلك التي تحمل نسب تركيز THC أعلى من 10%، وحسب المعطيات الدولية فإن ما نسبتهم 20% من مدخني الحشيش يحتاجونه بشكل يومي.