تعتبر السمنة من أكثر الأمراض شيوعا في العالم، حيث يبلغ عدد المصابين به 1.8 مليار شخص، ويعي العلماء منذ سنوات عديدة أن الجينات لها حصة كبيرة في زيادة الوزن لدى حامليها، غير أن بحثا حديثا أظهر أن الجينات ذاتها يمكن ات تحمي أيضا من السمنة، عبر تصميم أدوية تعكس أثرها وتساعد المرضى لإنقاض وزنهم.
وبحسب البحث المنشور في دورية "سيل"، يُعد الجين المعروف باسم "0MC4R" أحد الجينات التي تلعب دورًا رئيسيًا في تنظيم الوزن، إذ يُفرز نوع من المستقبلات تقمع الشهية، وبالتالي فالبشر الذين يُعانون من خلل وراثي في ذلك الجين تزداد أوزانهم بسهولة.
وأظهر الباحثون أن آلية عمل ذلك الجين يُمكن أن تستنسخ لتطوير أدوية لها تأثير وقائي، تساعد البشر على الحفاظ على أوزانهم، ويُمكن استخدامها أيضًا مع مرضى السمنة لقمع شهيتهم.
يعمل ذلك الجين "كمفتاح" يُخبرنا بالتوقف عن الأكل حين يكتفي الجسم من حاجته للطعام، ووجد الباحثون أن معظم المصابين بالسمنة تتوقف لديهم آلية عمل ذلك الجين، لذا؛ يستمرون في تناول الطعام لحين الإحساس بالامتلاء الكامل، وهو أمر ينجم عنه تراكم الدهون والإصابة بالسمنة.
ووجد الباحثون أن ذلك الجين يُرسل إشارات من خلال مسار محدد، لم يكن معروف سلفًا، يُغلق ذلك المسار في معظم المرضى المصابون بالسمنة.
ويقول الباحثون أن تنظيم تناول الطعام، يُمكن أن يُساهم في تنشيط الجين، كطريقة فريدة ووحيدة ودون الحاجة لدواء في والوقاية من السمنة، وخصوصًا في المرضى المرشحين للإصابة بها في المستقبل.
وعلى نفس الصعيد: اكتشف مجموعة من الباحثين أن عقارا يستخدم في علاج الشلل الرعاش (باركنسون) يُمكن أن يكبح نشاط أحد الجينات المرتبطة بالإصابة بالسمنة.
حصل العقار المسمى "إنتاكابوني" على موافقة منظمة الغذاء والدواء الأمريكية لعلاج مرض "باركنسون"، إلا أن الدراسة المنشورة في دورية "ساينس تراسليشنل ميديسن" يقول إن ثمة "فائدة محتملة" لذلك الدواء في علاج السمنة.
وجد الباحثون أن الدواء يعمل على تثبيط أحد البروتينات الذى تُساعد على إفرازه جينات لها علاقة بالسمنة، بعد أن لوحظ في فئران التجارب التى تتلقى العلاج انخفاضًا حاداً في أوزانهم بعد 3 أسابيع، ما يعني أن الدواء يُمكن استخدامه لعلاج السمنة في المستقبل.