تتواصل المعارك في إقليم ناغورني قره باغ للأسبوع الثاني على التوالي مخلفة مئات القتلى والجرحى، فيما قالت أذربيجان إنها أحبطت، مساء الثلاثاء، هجوما للجيش الأرميني على خط أنابيب نفط باكو-تبيليسي-جيهان بقصف صاروخي، بينما نفت يريفان صحة هذا الإعلان.
ودعت روسيا والولايات المتحدة وفرنسا إلى وقف "غير مشروط" لإطلاق النار، وهي دعوة كررتها بريطانيا وكندا اللتان أبديتا قلقا بالغا إزاء قصف المناطق السكنية.
إلى ذلك، أوضحت باكو أن هذا الخط لأنابيب النفط يربط بين أراضيها وجورجيا وتركيا، ويحتل مكانة خاصة في أمن الطاقة بأوروبا، ويمثل أكبر مشروع استراتيجي في المنطقة.
وقالت النيابة العامة الأذرية في بيان إن الجيش الأرمني أطلق قذيفة على خط أنابيب "باكو-تبليسي-جيهان-بي تي-جي" في القسم المار من مدينة "يولاخ"، إلا أن الجيش الأذري تمكن من صد الهجوم.
من جانبها، نفت أرمينيا صحة هذه التصريحات، واصفة إياها بـ"الكذبة السافرة"، وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأرمنية، أرتسرون أوفانيسيان "أكدنا مرارا أن البنية التحتية النفطية لا تمثل لنا هدفا".
اعتبر رئيس الوزراء الأرمني نيكول باشينيان، أن تجدد المعارك في إقليم ناغورني قره باغ سببه الدعم التركي لأذربيجان، منددا بما اعتبرها "حربا إرهابية على شعب يناضل من أجل حريته".
ويرى باشينيان أن بلاده هي "الحاجز الأخير" أمام ما سماه "التمدد التركي"، وقال "إذا كانت أوروبا غير قادرة على تسمية هذا الوضع باسمه فليس أمامها سوى انتظار تركيا قرب فيينا"، في إشارة إلى سيطرة الدولة العثمانية على العاصمة النمساوية في القرن الـ17.
وخلفت المعارك المستمرة في قره باغ منذ 10 أيام ما لا يقل عن 286 قتيلا بحسب أرقام جزئية، ويؤكد كل من طرفي النزاع تكبيد الآخر خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات، ويتهم كل منهما الآخر باستهداف مناطق مدنية.
ويعود الصراع على ناغورني قره باغ إلى تسعينيات القرن الماضي عندما انفصل الإقليم ذو الأغلبية الأرمنية عن أذربيجان، متسببا بحرب أوقعت 30 ألف قتيل.