للسنة الثانية على التوالي، ينطلق أهالي الدامون إلى بلدتهم المهجّرة، ليلتقوا معًا في حضنِ الأرض؛ رغم التهجير والبعد عن البلدة المهجّرة، فإن ثمة علاقة قوية تربط بين أبناء البلد الواحد، الذين تشتتوا بين طمرة وكابول وبلداتٍ أخرى، وأيضًا، هُجر كثيرون منهم إلى المخيمات اللبنانية وإلى مدن الشتات الأخرى.
وتأتي المبادرة بدعمٍ من 'لجنة المبادرة لأهالي الدامون' وبالتنسيق مع 'اللجنة الوطنية لإحياء ذكرى النكبة'، حيث شارك المئات من أهالي قرية الدامون المهجرة، في الأمسية الثقافية الفنية التي تجمع أهالي الدامون، الذين حضروا بالمئات ليشاركوا هذه الاحتفالية التي تُعيد إلى الذاكرة معنى الوطن السليب.
وأجملُ ما جمع بين أهالي الدامون اختلاف الأجيال بين أطفالٍ وصبايا ومسنين ومسنات، جاءوا لمشاركة أهل قريتهم التي أحبوها وعاشت عائلاتهم وأهاليهم فوق هذه الأرض سنين طوال، قبل أن يساويها الاحتلال بالأرض.
وافتتح اللقاء بكلمة للمحامي نضال عثمان الذي شكّر الحضور، وبارك لأهالي الدامون هذا 'الجمع الغفير الذي جاءَ ليعلن حبه للمكان، وليتمنى أن تعود الديار إلى أهلها وأصحابها الأصليين'.
ويُشار أنّ الحفل لم يتضمن عددًا كبيرًا من الخطابات، حيثُ ألقيت كلمة قصيرة للناشط السياسي عضو لجنة الدفاع عن المهجرين، محمد كيال، الذي نادى بالحضور للمشاركة في مسيرة العودة، المقامة هذا العام في قرية وادي زُبالة في النقب.
وشملت الأمسية فقراتٍ فنية وأغانٍ وطنية وعرض فيديو مصوَّر لسيدة دامونية تبكي الراحلين وتشتاقُ لتراب الدامون.
وتخللت الأمسية محادثة مع لاجئ فلسطيني في مخيم نهر البارد، حيث عبر عن عميق اشتياقه للدامون آملًا العودة القريبة، كما وجه سلامه ومحبته لجميع المُشاركين في المهرجان، مؤكدًا أنّ شوقًا كبيرًا يغمر الفلسطينيين في اللجوء، على أمل العودة القريبة.
وحين حان موعد صلاة العشاء، صلى الرجال معًا، في المكان، تأكيدًا على قيمة الأرض، وعلى معاني الوحدة ما بين أبناء البلدة المهجرَّة الدامون، هذا وأشارَ أبو جاد من لبنان (عثمان صبحي جاد) المقيم في مخيم نهر البارد، إلى أنّ الاشتياق للأهل كبيرٌ جدًا وأنه لا يزال يحفظ آثار البلدة المهجرة، كما ذكر أسماء العائلات الفلسطينية التي تعيش في لبنان، وهم كثر وموجودون في البص ونهر البارد والبداوي والبقاعية والزيادنة وأبو علي ودار عياش، كما أرسل الحاج حسين اللوباني تحياته لأهل الدامون، حيثُ قال: 'نحنُ الفلسطينيون نشتاق لأرض الدامون وسائر البلدات المهجرة، وصغارنا على العهد باقون ومؤمنون بالعودة'.
وجاءت الأمسية استثنائية بفقراتها الفنية، التي تدُلُ على حب أهلِ البلاد لوطنهم الأصلي، ولقراهم المهجَّرة، وشارك الحضور في الفقرات الفنية من خلال الإنصات أو التصفيق.
وقد شارك في الأمسية كل من رئيس مجلس كابول، صالح ريان بإضافة إلى رئيس بلدية طمرة، سهيل ذياب.
إلى ذلك، يؤكد أهالي الدامون المهجرة على شوقهم لاستعادة أراضيهم وحقهم الشرعي العودة، ويأملون أن يتجاوزوا مشاهد القسوة التي عاشها الكبار، والذين تمّ تهجيرهم في العام 1948، وتفرقوا ما بين بلدتي كابول وطمرة.