كتبت صحيفة "يسرائيل هيوم"، اليوم الأربعاء، أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، قرر في اللحظة الأخيرة الامتناع عن تقديم موعد الانتخابات، وذلك بداعي أن مقربين منه وقفوا على مؤشرات مفادها أن الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، لا ينوي إلقاء مهمة تشكيل الحكومة الجديدة على نتنياهو، حتى لو فاز في الانتخابات.
وبحسب الصحيفة، فإن نتنياهو أشرك مقربين وكبار المسؤولين في "الليكود" بهذه المخاوف، وأجرى مشاورات معهم قبل أن يتخذ قراره بمنع تقديم موعد الانتخابات في هذه المرحلة بأي ثمن، إلى حين التباحث بشأن الطرق التي يمكن بواسطتها معالجة هذه المسألة. وأضافت أن إحدى الطرق كانت تغيير القانون لمنع حصول مثل هذا السيناريو.
يشار إلى أنه بحسب القانون، فإن رئيس الدولة الإسرائيلي يستطيع، بعد الانتخابات، إلقاء مهمة تشكيل الحكومة على أحد أعضاء الكنيست إذا كان من المحتمل بدرجة عالية أن يكون قادرا على تشكيل ائتلاف حكومي، وذلك بعد إجراء مشاورات مع رؤساء الكتل في الكنيست الجديد.
ولا ينص القانون على أن عضو الكنيست الموكل بتشكيل الحكومة يجب أن يكون رئيس الحزب الأكبر، كما لا ينص على ضرورة أن يكون رئيسا لحزب.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في الليكود قولهم، في الأيام الأخيرة، إنه بعد أن قرر نتنياهو تقديم موعد الانتخابات من خلال تمرير قانون لحل الكنيست في الأيام الأولى من الدورة الشتوية، تلقى مقربون منه مؤشرات على أن جهات سياسية مختلفة، بضمنها عناصر من الليكود، يعملون على ألا يلقي ريفلين مهمة تشكيل الحكومة الجديدة على نتنياهو، رغم أنه من المحتمل أن يكون الليكود الحزب الأكبر.
وكان من بين الأسباب التي دعتهم إلى ذلك، قضية التحقيقات الجنائية الجارية ضد نتنياهو، والتي يمكن أن يستخدمها ريفلين كذريعة لإلقاء مهمة تشكيل الحكومة الجديدة على عضو كنيست آخر، أو حزب آخر، باعتبار أن ذلك قد يلقى دعما من أحزاب المعارضة من أجل إسقاط نتنياهو من السلطة.
وأضافوا أنه بعد أن تبين أنه تجري محادثات بهذا الشأن، قرر نتنياهو وقف عملية تقديم موعد الانتخابات، ونقل رسالة إلى شركائه في الائتلاف الحكومي، وخاصة "يهدوت هتوراه"، مفادها أنه ينوي تمرير "قانون التجنيد".
وأضافت الصحيفة أن رئيس الائتلاف الحكومي، دافيد أمسالم، ينوي تقديم اقتراح قانون، في الأيام القريبة، يؤدي إلى تقليص الحيز القانوني المتاح لرئيس الدولة، بحيث يكون ملزما بإلقاء مهمة تشكيل الحكومة فقط على رئيس حزب تمكن من الحصول على دعم أكبر عدد من أعضاء الكنيست من بين رؤساء الأحزاب.
وعقب ديوان الرئيس ريفلين بالقول إنه "اطلع على ذلك، ووجد صعوبة في الحصول على معلومات حقيقية باستثناء التوصيف المفصل لجنون الارتياب الذي لا يستند إلى أي خطوة ملموسة أو فكرة على أرض الواقع".
وعلى صلة، نقلت الصحيفة عن مصادر مقربة من نتنياهو، صباح اليوم الأربعاء، أن فكرة عدم إلقاء مهمة تشكيل الحكومة على نتنياهو لم تنشأ في ديوان الرئيس، وإنما لدى مسؤول سابق في الليكود، سبق أن تحدث عن ذلك مع شركاء في الائتلاف.
وبحسب التقديرات، فإن الحديث عن الوزير السابق، غدعون ساعار، الذي عاد إلى الساحة السياسية بعد أن تركها لفترة.