أكدت واشنطن أن أسلحة كيمياوية استخدمت في سوريا، وذلك بعد أن أنهى المفتشون الدوليون أول يوم من مهمتهم في التحقق من استخدام هذه الأسلحة في الغوطة بريف دمشق، فيما توعدت الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة برد فعل قوي على المتسبب في ذلك، مع تلويح مباشر باستخدام القوة العسكرية وسط رفض من جانب روسيا وإيران وتحد سوري.
وفي خطاب له بواشنطن أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن أسلحة كيمياوية استخدمت بالفعل في قصف الغوطة بريف دمشق يوم الأربعاء الماضي، معتبرا أن هذا العمل يعتبر "وقاحة أخلاقية"، ودعا لمحاسبة المسؤولين عن هذا العمل، كما أتهم النظام السوري بـ"طمس الأدلة"، بسبب تأخره بالسماح للمفتشين الدوليين بالتحقيق، واستمراره بقصف المنطقة ذاتها.
وفي وقت لاحق أكد البيت الأبيض أن استخدام الأسلحة الكيمياوية من قبل النظام السوري أمر لا يمكن إنكاره.
وأنهى المحققون الدوليون أول يوم من التحقيقات في المعضمية بريف دمشق بحثا عن أدلة حول استخدام الأسلحة الكيمياوية التي استخدمت في قصف هذه المنطقة يوم الأربعاء الماضي وأودت بحياة المئات، حيث قاموا بإجراء فحوصات وسحب عينات من الضحايا -بحسب طبيب في المدينة التي يسيطر عليها الثوار-، فيما اتهم النظام السوري المعارضة بإطلاق نار على موكب المفتشين أثناء توجهه إلى المناطق التي تعرضت للهجوم الكيمياوي.
وقال متحدث باسم الأمم المتحدة إن قناصة مجهولين أطلقوا النار على سيارة يستخدمها مفتشون تابعون للأمم المتحدة في دمشق أثناء توجههم لموقع يشتبه بتعرضه لهجوم بالغاز السام.
وعاد مفتشو الأمم المتحدة إلى مقر إقامتهم في العاصمة دمشق، ومن المقرر أن يواصلوا عملهم في أماكن أخرى خلال الأيام المقبلة.
تحركات دولية
في غضون ذلك تشهد الساحة الدولية تحركات مكثفة بشأن سوريا، وتزايدت المؤشرات على احتمالات تدخل عسكري ضد النظام السوري بعد اتهامه بأنه كان وراء هجوم الأربعاء.
وفي آخر التطورات، قال مصدر حكومي في لندن إن رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون سيقطع عطلته ليترأس اجتماعا لمجلس الأمن الوطني البريطاني لبحث كيفية الرد على تقارير عن استخدام الأسلحة الكيمياوية في ريف دمشق.
في غضون ذلك رفض المتحدث باسم مسؤولة العلاقات الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون التعليق على تكهنات بضربة عسكرية محتملة ضد سوريا. وقال المتحدث اليوم الاثنين في بروكسل "لن نعلق على افتراضات وتكهنات في وسائل الإعلام".
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول أميركي طلب عدم كشف اسمه قوله "لو لم يكن للحكومة السورية ما تخفيه، ولو أرادت أن تثبت للعالم أنها لم تستخدم أسلحة كيمياوية في هذا الحادث، لكانت أوقفت هجماتها على المنطقة، وسمحت للأمم المتحدة بأن تصل فورا إليها قبل خمسة أيام".