تقع على مسافة 150 كلم من سوريا فقط وتستضيف قواعد بريطانية عديدة تستخدمها المملكة المتحدة حاليا لحشد قواتها تمهيدا للهجوم على الجارة سوريا إنها قبرص وتحديدا شبه جزيرة "اكروتيري" التابعة لها حيث اكبر القواعد البريطانية.
تقع شبه الجزيرة أقصى جنوب الجزيرة الأم "قبرص" وتعتبر في الأيام العادية مكانا هادئا ينعم بالسكينة التي لا يعكر صفوها شيء وهذا الهدوء يعود لأسباب كثيرة منها غياب السياح عنها وخلوها من الفنادق وإعلان غالبية مساحتها منذ سنوات طويلة محمية طبيعية.
ويقطع هدوء المحمية الطبيعية وسكينتها أصوتا عالية لا تشبه الأصوات المعتادة بالمحميات الطبيعية حول العالم وإنها هدير الطائرات البريطانية التي تقلع وتهبط في اكبر قاعدة بريطانية في البحر المتوسط.
برزت هذه القاعدة خلال العدوان الأطلسي على ليبيا وعادة هذه الأيام إلى واجهة الأحداث مع ارتفاع وتيرة التهديدات الغربية بالعدوان على سوريا حيث لا تبعد هذه القاعدة عن ساحل اللاذقية السورية سوى 150 كلم فقط لا غير.
وأعرب خبراء في الطيران والأمن عن اعتقادهم بان موجة الهجوم الجوي البريطاني الأولى ستقلع إلى أجواء سوريا من شبه جزيرة "اكروتيري".
تعتبر بركة الملح الكبيرة الواقعة في شبه الجزيرة اكبر جاذب سياحي في قبرص وتجذب الى ضفافها في كل فصل شتاء مئات الطيور النادرة لكن في هذه الفترة من العام تبدو هذه البركة خالية ومهجورة لكن هذا لا يمنع طيورا اخرى من الهبوط قربها وحولها هذه الأيام حيث لوحظ حركة واسعة وتثير الريبة لطائرات النقل العملاقة من طراز C-130حسب وصف الصحف البريطانية مضافا إليها طائرات هجومية ظهرت بشكل مفاجئ على شاشات الرادار قرب سواحل قبرص.
ونفى سلاح الجو البريطاني كعادته التقارير المتعلقة بحركة الطائرات قرب وفي قبرص لكن عاد واعترف يوم أمس الثلاثاء بهذه الحركة معللا الأمر بإجراء تدريب جوي في القاعدة المذكورة سيتم خلال الأيام القادمة تصل في سياق هذا التدريب الى شبه جزيرة "اكروتيري" عشرات الطائرات المقاتلة المتطورة من طراز "تايفون".
إن التوقيت "الصدفي" لإعلان التدريب رفع من اهتمام الصحافة الدولية بالجزيرة القبرصية وشبه الجزيرة سالفة الذكر والقاعدة البريطانية حيث تتكثف وتتبلد غيوم العاصفة وتحتشد القوات للانطلاق نحو الساحل السوري حاملة معها نذر الموت والدمار.
يذكر سكان شبه الجزيرة بشكل جيد الأسابيع التي استغرقتها العملية الغربية ضد ليبيا حيث اقلعت يوميا عشرات طائرات التزود بالوقود من طراز " VC10 " وطائرات التحكم والسيطرة "القيادة" من طراز "سنتري" وطائرات التجسس "سنتينل" في طريقها الى ليبيا او عائدة منها بعد شن الهجمات المقررة لها لكن هذه المرة وخلافا للمرات السابقة ستنطلق من القاعدة الطائرات المقاتلة نفسها الامر الذي لم يحدث منذ نهاية الحرب على العراق.