في مستهل مقالنا سوف نطرح ظاهرة تستشري في مجتمعنا وتتأصل يوما بعد يوم بقوة وحدة لا متناهية، فهي تشكل الشجرة المسمومة التي تبث لنا ثماراً مسمومة تلوث اجسادنا، ومناخنا وارضنا وسجيتنا التي جبلنا عليها وجبل عليها من سلفنا من الأجداد في سالف العهد القديم.
هي قضية نحاول ان نتجاهلها من جدول اعمالنا، او حتى نقلب الصفحة بدون ان يشعر احد بدافع الخوف، او مثلما يقول مثلنا الفلسطيني : " بمشي الزيك الزيك وأنا مالي" أو كمثل أخر : " الباب الي بجيك منو الريح سدو واستريح" ، أي بمعنى اخر : امشي بقرب الحائط فلا شأن لي ولا دخل لي، ( وأنا مالي).
العنف كظاهرة تأكل الأخضر واليابس تلقى دعماً كبيرا من قبل المسؤولين، كبار السن، وجهاء العائلات وتلقى دعما ماديا ومعنويا غير مسؤولا، متناسيين جميعا ما يسببه هذا الوباء من قتل للأبرياء واعاثة الفساد وتربية الأحقاد بين الناس.
فأين هي الاشكال اذا ؟
المشكلة في اشكال العنف " الأكاديمي " الجديد وهو عبارة عن خطة وضعها ابناء المجتمع الواحد يقوم بتطبيقها بدون قصد، أو عن قصد ولكن تطبيق عملي ومفيد يروح ضحيته الكثير من الشباب والضحايا بشكل اسبوعي والدليل على ذلك صفحنا المحلية التي باتت عبارة عن صحف لإعلان وفيات ضحايا العنف.
هذا العنف يأخذ شكلا جديدا نقسمه لعدة أقسام متصلة ببعضها البعض:
هل بتنا مجتمع جافالمشاعر ؟ خالٍ من الانتماء؟
هذه هي الحال التي قادتنا اليها قياداتنا الجماهيرية العربية المفقودة اليوم، فالكثير من القياديين والمسؤولين على صلة مباشرة في هذه "الاكاديمية" وهم جزء منها يساهم في اعطائها الغطاء الازم وذلك بواسطة ما يسمى ب " الوساطة" لدى الدولة أو الحكومة ، كما ان الاستهتار الذي يغمر البيوت في عملية التربية لدى الأبويين آل الى هذه الحال المتدنية والتي تريق الدماء، وأي دماء هذه التي تراق ؟ غير دماء ابنائنا وبناتنا ؟
واي حياة هي الحياة التي باتت مثل الغاب الذي يحكمه قانونا واحد : " القوي يأكل الضعيف" !!!
هل هي جاهلية جديدة؟
قلي كيف نعيش ؟
كيف يكون لنا وقتللإبحار في العلم ! أو في التقدم الحضاري ؟ أو في ان نضاهي الأمم !
هل كان هذا هو حلم من سبقونا ؟ هل هكذا يكون المجتمع الفلسطيني الذي يحارب من اجل قضاياه الرئيسية ؟
فعلا قلي : كيف أعيش ؟
بقلم : محمد حسني عرار