لا يزال الوسط العربي يواصل احتفالاته بمناسبة توجهه نحو الهاوية التي يهرول اليها مسرعا مع انعدام من يساعده على التوقف قبل السقوط الحر الذي ينتظره.
نلقي اللوم على الشرطة, وعلى أعضاء الكنيست العرب وعلى لجنة المتابعة, وقليلا ما نلوم انفسنا نحن الأباء والامهات, وكأنهم هم المسؤولون عن تربية أبنائنا , تماما هو الحال في مدارسنا في حال رسوب أبنائنا نسرع بإلقاء اللوم على المدرسة والمعلمين وننسى قسطنا الأكبر في التربية والذي وصل الحضيض بسبب إنشغالنا في أمور الدنيا سواء كان بسبب لقمة العيش عند البعض والغرور والمراهقة المتأخرة لدى كم كبير من أهالي هذا الزمان .
نشكو من الازعاج ومن مخالفات السير ومن اطلاق النار في الاعراس, وفي نفس الوقت نرفض تواجد الشرطة في البلدات العربية, نشكو من الوضع الراهن والعنف المفشي وحالات القتل المتكررة ولا نحرك ساكنا , كلٌ متقوقع في ركنه ولسان حاله يقول " اللهم نفسي".
اصحوا يا عرب, " كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ ", فأحسنوا تربية ابنائكم, علموهم التسامح والصفح ولا تعلموهم وتشجعوهم على العنف, علموهم فعل الخير وحب الغير ورسخوا في أذهانهم القيم والمبادئ التي كادت تنقرض من مجتمعنا.
وتذكروا قوله تعالى " (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ)
والله الموفق