أفادت دراسة أميركية حديثة أن إخضاع السيدات الحوامل في الأشهر الثلاثة الأولى لفحص الدم، قد يحدد مبكراً، المعرضات منهن لخطر الإصابة بسكري الحمل، وبالتالي الحد من آثار المرض الجانبية على الأم والجنين.
وأجرى الدراسة باحثون في "معهد يونيس كنيدى شرايفر" الوطني لصحة الطفل والتنمية البشرية" بالولايات المتحدة، ونشروا نتائجها، في العدد الأخير من دورية "تقارير علمية" العلمية، وفق وكالة الأناضول.
وسكر الحمل هو إصابة السيدة الحامل بارتفاع فى مستوى السكر بالدم، رغم أنها لم تكن تعاني من ذلك من قبل. وعند الإصابة بمرض السكري، لا يستطيع الجسم تمثيل السكر الموجود بالدم كما ينبغي، فيرتفع مستوى السكر فى الدم عن المستوى الطبيعي.
كذلك يرتبط سكري الحمل بمخاطر صحية خطيرة على الأمهات وأطفالهن، حيث يزيد من فرص حدوث اضطرابات ارتفاع ضغط الدم للحمل، والحاجة إلى الولادة القيصرية.
ويزيد أيضاً من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية ومرض السكري من النوع الثاني، في وقت لاحق من الحياة.
وبالنسبة للرضع، يزيد سكري الحمل من خطر فرط الوزن لدى الأجنة، وعادة ما يتم فحص النساء لسكري الحمل بين 24 و28 أسبوعاً من الحمل.
وفي الدراسة المذكورة، قام الباحثون بتقييم ما إذا كان اختبار الهيموغلوبين السكري (HBA1C)، الذي يستخدم عادة لتشخيص مرض السكري من النوع الثاني، يمكن أن يحدد علامات سكري الحمل في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل.
وراجع الفريق، بين عامي 2009 و2013، بالولايات المتحدة، سجلات تتضمن أكثر من ألفي امرأة لديهن مستويات منخفضة لتطور سكري الحمل. كما قارن نتائج اختبار الهيموجلوبين السكري لديهن، مع 107 من الحوامل اللواتي تطورت لديهن بعد ذلك الإصابة بسكري الحمل، بالإضافة إلى 214 امرأة لم تتطور لديها هذه الحالة.
وأجرى معظم النساء اختبارات الهيموغلوبين السكري على فترات خلال فترة الحمل: في وقت مبكر (الأسابيع 8-13)، ووسط (أسابيع 16-22 و24-29) ومتأخر (الأسابيع 34-37).
ووجد الفريق أن النساء اللواتي تطور لديهن سكري الحمل كانت لديهن مستويات أعلى من معدل الهيموغلوبين السكري بمتوسط 5.3%، مقارنة مع اللواتي لا يعانين من سكري الحمل، حيث كانت لديهن معدلات الهيموغلوبين السكري في متوسط 5.1%.
وارتبطت كل زيادة بنسبة 1% في نسبة الهيموغلوبين السكري في بداية الحمل، بزيادة مخاطر الإصابة بسكري الحمل بنسبة 22%.
وقال الباحثون إن "النتائج التي توصلنا إليها تشير إلى أن إجراء اختبار معدل الهيموغلوبين السكري مبكراً خلال الأسبوع العاشر من الحمل، يساعد في التعرف على النساء المعرضات لخطر الإصابة بسكري الحمل في وقت مبكر، عندما تكون التغييرات في نمط الحياة أكثر فعالية في الحد من مخاطر المرض".
كما أن "ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي صحي قد يؤدي إلى انخفاض مستويات الغلوكوز في الدم أثناء الحمل. وإذا لم تنجح هذه التدابير، قد يصف الأطباء الأنسولين للحوامل لضبط نسبة الغلوكوز في الدم، وبالتالي الوقاية من مخاطر سكري الحمل"، وفق الباحثين.