ينتظر الكثير من المصريين، بث المقابلة الكاملة لرئيس بلادهم، عبد الفتاح السيسي، على قناة "سي بي إٍس" الأميركية، فجر غد الإثنين (بالتوقيت المحلي في مصر)، بعد أن أثار مقطع صغير منه، بثته القناة الخميس الماضي، عاصفة حول تصريحاته المثيرة للجدل، خصوصا أن القناة أكدت أن السفارة المصرية طلبت عدم بث الحلقة. 

 

وخلال المقطع الصغير من المقابلة التي أُجريت ضمن برنامج "60 دقيقة" الشهير، ركز البرنامج على عدّة محاور أساسية أجاب السيسي عن بعضها وهو يتصبب عرقا. 

 

وزعم السيسي أن السلطات المصرية "ليس لديها سجناء سياسيين أو سجناء رأي"، ليواجهه المُقدم بإحصائية أجرتها منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية العالمية، والتي تؤكد أن نظامه يعتقل 60 ألف سجين سياسي على الأقل.

 

وأنكر السيسي الرقم المحصى لعدد السجناء السياسيين، مشددا على أنه "ليس هناك سجناء سياسيين في مصر، وعندما تكون هناك أقلية تحاول فرض أيدلوجيتها، علينا (السلطات) أن نتدخل مهما كان عددهم" في إشارة واضحة إلى جماعة الإخوان المسلمين. 

 

وأقر السيسي في هذا المقطع من المقابلة، بالتعاون العسكري مع إسرائيل، وأن إسرائيل تقدم مساعدات للجيش المصري على نطاق لم يسبق له مثيل في تاريخ العلاقات بين الطرفين، خصوصا في "حرب على الإرهاب" في سيناء.

 

وبينما يترقب المصريون هذه المقابلة، التي تم فيها إحراج السيسي لأول مرّة بأسئلة جدية حول انتهاكات حقوق الإنسان التي يرتكبها نظامه في مصر لأنها لم تُجرى في قناة محلية، بدأ مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي بالسخرية من السيسي حتى قبل إذاعة الحلقة كاملة. 

 

وكتبت الناشطة والمحامية ماهينور المصري، تعليقا على المقابلة: "إللي فاضحنا برة و جوة آهه.. ماشاء الله..كلنا مستنيين الانترفيو كامل بقى".

 

وأشار الصحافي حسام بهجت، ساخرا، إلى أن السيسي سوف يصب غضبه من بث المقابلة، على الشعب المصري: "هو بصرف النظر عن الشىء اللي قاله الريس في المقابلة وفشل السفير والوزير والوسايط بعد محاولات ٣ شهور في منعه او منتجته او إقناع المحطة الامريكية بحذفه ستبقى المحصلة النهائية في تقديري انه هيرجع البيت متعصب جدا وعايز يدور فينا الضرب لأتفه سبب مع اننا ما قلناش حاجة اهو وما كناش موجودين اساسا ولا قلنا له يروح يكلمهم اصلا بس يمهل ولا يهمل"

 

يُذكر أن منظمة "العفو الدولية" التي أحصت أيضا عدد المعتقلين السياسيين في عهد السيسي، علقت على تصريحه بـ"عدم وجود" سجناء رأي، بأن حملة القمع على حرية التعبير في مصر، وصلت إلى أسواء مستوياتها على الإطلاق خلال رئاسته.