حل رئيس دولة إسرائيل روبي ريفلين وزوجته، صباح اليوم الأحد، ضيفا على مدينة كفرقاسم للمشاركة في ذكرى مجزرة كفرقاسم الـ58، حيث كان في استقباله رئيس البلدية المحامي عادل بدير ووجهاء من البلدة الذين اثنوا على تلك الزيارة، خاصة وأنه لأول مرة يشارك رئيس دولة في مراسيم إحياء ذكرى المجزرة. مع العلم أن هنالك جهات قاطعت اللقاء، مشيرة الى أن "الزيارة لن يكون لها اي انعكاسات ايجايية، ولا يتوقعون من رئيس الدولة أن يعتذر عن مقتل الشهداء".
خلال زيارة رئيس الدولة زار النصب التذكاري لشهداء المجزرة، وكان برفقته الوفد المضيف، وهناك وقفوا وقفة حداد مدة دقيقة، ومن ثم قام رئيس الدولة بوضع اكاليل من الزهور على النصب التذكاري. بعدها انتقل رئيس الدولة الى المركز الجماهيري، وهنالك كانت الفقرة المركزية بمشاركة المئات من سكان البلدة، ومدراء المدارس والعشرات من الطلبة، وعائلات الشهداء وعدد من مصابي المجزرة، الذين انتظروا هذه اللحظة لسماع اقوال رئيس الدولة وموقفه من تلك المجزرة وذكراها.
هذا، ورحب عريف الاحتفال الاستاذ مصطفى صرصور بالحضور وشكر كل من ساهم في انجاح هذا اليوم. بعدها تحدث رئيس البلدية المحامي عادل بدير عن "الذكرى الـ 58 لمجزرة كفرقاسم وعن الالم الذي ما زال في عقول اهالي واحفاد الشهداء". وطالب الاعتراف بهذه الجريمة التي قامت بها قوات حرس الحدود، كما وتحدث عن اهم احتياجات المدينة، وركز في حديثه على "ملف البيوت المهددة بالهدم والخارطة الهيكلية التي لم يدخل في اطارها متر واحد منذ 20 عامًا".
رئيس الدولة روبي ريفلين شكر رئيس البلدية والحضور على هذا الاستقبال، وتحدث عن المجزرة قال:" هذا حادث مؤلم وصعب للغاية، والقتل مهما كان فاعله فهو قتل. وأعد أن نبني جسرا بيني وبين رئيس البلدية والوزارات الاخرى للعمل المتواصل لأجل كفرقاسم فهي تستحق ذلك". وتابع قائلا:" جئت الى كفرقاسم كي اشارككم بهذه الذكرى القاسية. انا شخصيا اشعر بمدى المكم وحزنكم، واؤكد أن ما حصل في يوم المجزرة عمل اجرامي وبشع، والأوامر التي صدرت في وقتها ليس في مكانها، ولا بد من إعادة الحسابات مرة اخرى حتى تكشف الحقائق". وأردف قائلا:"أشكر كفرقاسم والاهالي والقيادات السياسية والعائلية على هذا الاستقبال الرائع واشعر بأنني في بلدي".
الشيخ عبدالله نمر درويش مؤسس الحركة الاسلامية قال:" لم آتي الى كي اسمع واصغي لدرس في تاريخ الصهيونية، ما كنت اتوقعه أن نسمع أمر آخر من سيادتكم، نحن رسل سلام وما نبغي الا السلام بين الشعبين. كان الحري بك أن تقدم اعتذارًا بإسم الدولة بصفتك الشخص رقم واحد".
من جهته، قال الشيخ النائب ابراهيم صرصور:"لم اتوقع من رئيس الدولة هذا الكلام، كان لا بد وبعد مرور 58 عامًا على المجزرة أن يأتي ممثل لدولة اسرائيل ويعترف بما اقترفه جنود جيش الدفاع الاسرائيلي". أما مندوب الشهداء الدكتور عبد العزيز بدير:" ما زلت أنا وافراد عائلتي نعيش هذا الالم وما ننتظره يا سيادة الرئيس الاعتراف بنا كبشر". وقال رئيس بلدية راس العين موشية بن شالوم:"نحن نعيش كجيران افضل من عيش الاخوة ، ما حدث في كفرقاسم هو جريمة من جرائم الحرب".
وبعد الكلمات والخطابات قدمت فرقة المركز الجماهيري وصلة غنائية كهدية لرئيس الدولة. وفي نهاية هذا الاحتفال شكر رئيس البلدية الحضور ورئيس الدولة والوفد المرافق له.