قال الرئيس محمود عباس خلال محاضرة أمام طلبة جامعة "كوبر يونيون" في نيويورك، على هامش مشاركته في أعمال الدورة الـ69 للجمعية العامة للأمم المتحدة: "لقد أتيت اليوم لأطلب منكم أن تنظروا إلى فلسطين بطريقة جديدة، أنا أطلب منكم التفكير بفلسطين بطريقة مختلفة، أعيدوا النظر بفكرة فلسطين، ساعدونا على وقف سرقة أراضينا، وهذا الأسبوع سأطرح على الأمم المتحدة جدولاً زمنياً جديداً لمحادثات السلام، حيث يكمن المفتاح بالموافقة على ترسيم حدود الدولتين". ودعا عباس من ذات المنصة التي ألقى الرئيس الامريكي ابراهام لنكيلون خطابه الداعي لإنهاء العبودية في أمريكا قبل 150 عاما، رئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو "لصنع السلام وإنهاء الاحتلال".
وقال عباس خلال محاضرته التي جرت بالتنسيق مع كنائس من أجل سلام الشرق الأوسط: "نتمنى أن لا يتوقع جيراننا الإسرائيليون من الشعب الفلسطيني أن يعيش في ظل نظام تمييز عنصري. إذ لا يمكن القضاء بالقوة على رغبة الشعب الفلسطيني الذي يتطلع للسلام والحرية والإستقلال، نحن الشعب الوحيد على الأرض الذي لا يزال يعيش تحت الإحتلال، وعليكم رؤية فلسطين بطريقة جديدة، ساعدونا لوقف سرقة أراضينا". وأضاف: "تقول الوصية الثامنة "لا تسرق"، أليس سرقة الأراضي مدرجة في الوصية الثامنة؟، وبموجب القانون الدولي لا يحق لإسرائيل الإستيلاء على هذه الأراضي، إن سرقة إسرائيل المستمرة لأرضنا هي المشكلة الجوهرية الأكثر إلحاحاً، فهي تعرقل التوصل إلى سلام عادل ودائم مع فلسطين، وهذه السياسة الإسرائيلية تذكرنا بالكلمات الحكيمة التي قالها الرئيس الراحل كيندي: لا يمكننا التفاوض مع هؤلاء الذين يقولون ما هو لي ملكي، وما هو لك خاضع للتفاوض''.
وطالب عباس المجتمع الدولي "بعدم الإختباء وراء دعوات استئناف المفاوضات، دون إلزام الحكومة الاسرائيلية بوقف سرقة أراضينا". داعيا اياه "بتحمل مسؤولية توفير الحماية لشعبنا الذي يعيش تحت إرهاب المستوطنين وجيش الإحتلال والحصار المؤلم، وإن تحقيق الأمن يتطلب إنهاء الإحتلال والظلم، لا نفهم كيف يجري تضليل الشعب الإسرائيلي لدرجة أنه لا يدري أن القصف العشوائي لغزة الذي يقتل الآلاف من النساء والأطفال لا يزرع سوى المزيد من الكراهية".
ونوه الرئيس عباس "في الختام وبعد أن وصلت إلى سن 79 عاما، لا أعرف إذا ما كنت سأحمل بين يدي ثمرة السلام وأتذوق طعمها الحلو، ولكني على يقين تام بأنني حملت بين يدي ورأيت بأم عيني بذور السلام". وقال: "هل لديكم القدرة لإقناع الشعب الاميركي برؤية القضية الفلسطينية بطريقة جديدة". وأضاف: "صديق كبير لفلسطين قال ذات مرة لا يمكن أن تكون جنوب إفريقيا حرة حتى تتحرر فلسطين، الآن هل ستبدؤون يا بذور السلام ببناء عالم الغد حيث لا يقتل الفلسطينيون والإسرائيليون؟ هل ستبنون يا بذور السلام عالماً يدعم نسبة ال 99% من المسلمين واليهود والمسيحيين المحبين للسلام، والرافضين للحركات الدينية المتطرفة والعنيفة، هل ستقومون يا بذور السلام بالنظر إلى فلسطين بطريقة جديدة، وتطلبون من الآخرين إعادة النظر أيضاً؟.هل ستفعلون ذلك من أجل الفلسطينيين والاسرائيليين؟".
واختتم عباس: "أقول لكم اليوم إن مركب الخوف طويل، لكنه يدور دائماً باتجاه الحب، وأنوي أن نغلق هذه الدائرة، واليوم أطلب منكم بتواضع أيها الطلاب المميزون في "كوبر يونيون" في أميركا والعالم، كونوا جزءاً من هذا التغيير: أعيدوا النظر بفكرة فلسطين".