في الحالات الطبيعية عند الأطفال حديثي الولادة توجد القنوات الدمعية في العين والتي تقوم بتصريف الدموع عن طريق مسامات صغيرة بالجفن السفلي للعين والتخلص من باقي الدموع عن طريق كيس الدمع الموجود بالأنف ولكن بعض الأطفال قد يعانون من وجود انسداد بالقنوات الدمعية التي تصل بين العين والأنف مما يؤدي إلي تراكم الدموع بالعين ووجود فرط بتلك الدموع.
تتلخص أهم أعراض انسداد القنوات الدمعية عند الأطفال عن طريق وجود الكثير من الدموع باستمرار وان العينين تعاني من الرطوبة الزائدة ذلك بالإضافة إلي وجود بعض الإفرازات والالتهابات بالجفون والتي يعاني منها الأطفال ونلاحظ أيضاً أن جفون الطفل تميل إلي اللون الأحمر نتيجة زيادة تلك الالتهابات ونمو بعض البكتيريا بها بسبب رطوبة العين المستمرة.
وتشير الأبحاث أن نسبة 16 بالمائة من الأطفال يصابون بمرض انسداد القنوات الدمعية بعد الولادة ولكن 90 بالمائة من تلك الحالات يتم شفاؤها بعد فترة من الولادة بشكل طبيعي ولكن إذا استمرت الحالة علي نفس الوضع لفترة طويلة يجب استشارة طبيب الأطفال لمعرفة العلاج المناسب.
وإذا أصيب الأطفال بهذه الأعراض يجب اتخاذ بعض الإجراءات الوقائية للمحافظة علي نظافة العين لكي لا تصاب بالمضاعفات ومن أهم تلك الإجراءات تنظيف العين باستمرار وبرفق أيضا عن طريق قطعة من القطن مبللة بالماء الدافئ حتى لا نجرحها ويمكن أن يصف طبيب الأطفال بعض أنواع القطرات للتخلص من الإفرازات الناتجة عن زيادة انهمار الدموع.
وقد يقوم طبيب الأطفال باتخاذ بعض الإجراءات الأولية كتدليك المنطقة التي تحتوي علي كيس الدمع حيث أن التدليك الرقيق لتلك المنطقة يؤدي إلي فتح كيس الدمع وحل تلك المشكلة ولكن بعد مرور أكثر من سنة ولم تزول هذه الأعراض يجب الاتجاه إلي الحل الجراحي عن طريق إجراء عملية جراحية بسيطة لفتح كيس الدمع أو تسليك الانسداد.
وعند اللجوء إلي الحل الجراحي يتم تخدير الطفل المصاب تخديرا بسيطا ويتم إدخال أنبوب صغير جدا إلي مجري القنوات الدعية لتوسيعها عن طريق بالون داخل ذلك الأنبوب وترتفع نسب نجاح تلك العملية إلي 95 بالمائة والنسبة الضئيلة الاخري التي لا تنجح معها تلك العملية يتم اللجوء إلي حل آخر عن طريق تركيب قناة دائمة لتوسيع مجري الدمع عند الأطفال وتظل معهم طوال حياتهم.
فضلا عن انه لا توجد أي مخاطر لتلك العمليات المتعلقة بتوسيع القنوات الدمعية مقارنة ببعض العمليات الاخري ولكن في كل الأحوال يجب الاهتمام بنظافة عين الطفل لمنع تكون البكتيريا والجراثيم التي تزيد من تلك الالتهابات كما أن نظافة الأطفال بوجه عام تقيهم الإصابة بالعديد من الأمراض.