أسيرات فلسطينيات تعانين المرارة داخل السجون
21/03/2015 - 19:31
أكد مركز أسرى فلسطين للدراسات في تقرير له بمناسبة عيد الأم، والذي يصادف الواحد والعشرين من آذار من كل عام، بأن "الأم الفلسطينية تستقبل هذا اليوم الذي خصص لتكريم الأم، بمرارة وحزن فهو في حياتها شكل أخر، يترجم لحظات الألم التي تعيشها جراء فقدان زوج أو ابن أو أخ، وبدل أن يتوجه أطفال فلسطين كباقي أطفال العالم إلى محلات الهدايا لشرائها للام في عيدها، يتوجهون إلى السجون لزيارة أمهاتهم اللواتي غيبهن الاحتلال في ظروف قاسية لا تمت إلى الإنسانية بصلة".
الأسيرات الأمهات
واوضح الباحث رياض الأشقر، الناطق الاعلامى للمركز، بأن "الاحتلال يختطف في سجونه 22 أسيرة فلسطينية من بينهم اسيرتان من الأمهات لديهن 10 من الأبناء في مختلف الأعمار ومنهم من لم يتجاوز الاربع سنوات من العمر ، وهن الأسيرة سماهر سليمان علي زين الدين (35 عاماً) من نابلس ولها ستة أبناء أصغرهم يبلغ من العمر أربع سنوات، اعتقلت الأسيرة في تاريخ 28 أيار عام 2014، ولا تزال موقوفة، والاسيرة ياسمين تيسير عبد الرحمن شعبان (32 عاماً) من جنين، ولها أربعة من الأبناء، اعتقلت في تاريخ الثالث من نوفمبر عام 2014 لا زالت موقوفة، ومحتجزات في سجن "هشارون"، وتعاني من أمراض ومشاكل صحية بالغدة، بالإضافة لضيق بالنفس "الربو".
معاناة مضاعفة
وبيّن الأشقر أن "الأسيرات يشعرن بالمرارة والقسوة كلما مر عليهن عيد من الأعياد وهن لا يزلن في سجون الاحتلال بعيداً عن الأهل والأحبة، ولكن معاناة الأمهات منهن تكون مضاعفة لافتقادهن إلى أبنائهن خلال أيام العيد، وحرمانهن من احتضان أطفالهن في هذه المناسبة السعيدة، وحرمان أبنائهن من حنان ومودة أمهاتهن في العيد، وتتلاشى فرحة الأسيرات الأمهات بالعيد مع الحزن والألم الذي يشعرن به كلما تذكرن أولادهن". وتعيش الأسيرات الأمهات حالة نفسية صعبة نتيجة القلق الشديد، والتوتر و التفكير المستمر بأحوال أبنائهن وكيفية سير حياتهم بدون أمهاتهم، وخاصة أن بعضهم لا يزال صغير السن ولم يتجاوز السنوات الاربع الأولى من عمره، وهذا القلق يزداد في حالة اعتقال الأب، كما هي الاسيرة سماهر زين الدين والتي اعتقل زوجها نادر زين الدين وتقوم جدتهم برعاية الابناء في ظل غياب الوالدين.
أوضاع صعبة
وأفاد الأشقر بأن "أوضاع الأسيرات صعبة للغاية، حيث تتعمد إدارة السجن التضييق عليهن وإذلالهن وخاصة باستمرار سياسة التفتيش العاري، والعزل بجانب الجنائيات مما يشكل خطورة على حياتهن بالإضافة إلى منع عدد منهن من زيارة ذويهم بحج واهية، وتتعرض الأسيرات لحملة قمع منظمة في الشهور الأخيرة، وكان الاحتلال قد وضع كاميرات في قسم الأسيرات لمراقبة تحركاتهن، مما يعتبر انتهاك للخصوصية"، وأضاف اللأشقر: "لا زالت إدارة السجون تمارس سياسة اقتحام الغرف في ساعات متأخرة من الليل حيث تعبث في أغراضهن الخاصة، وتقلب محتويات الغرف رأساً على عقب بهدف التفتيش عن أشياء ممنوعة، إضافة إلى عدم السماح لهن باقتناء مكتبة داخل السجن، وحرمان الأسيرات من التعليم، وحرمان الأهل من إدخال أي مواد تتعلق بالأشغال اليدوية التي تقوم الأسيرات بإعدادها، هذا يضاف الى المعاناة المتفاقمة التى مرت بها الاسيرات خلال فصل الشتاء مع القنص الشديد فى الملابس والاغطية الشتوية".
مناشدة
وناشد مركز أسرى فلسطين "المؤسسات الإنسانية ، والمنظمات التي تنادى بحقوق الإنسان ، والمؤسسات التي تعنى بقضايا المرآة ، التدخل العاجل لوضع حد لمعاناة الأسيرات المتفاقمة، وتطبيق اتفاقية جنيف الرابعة على الأسرى والأسيرات والتي تزداد أوضاعهم قساوة يوماً بعد يوم"، كما دعا في الوقت ذاته وسائل الإعلام "إلى تسليط الضوء أكثر على معاناة الأسيرات الفلسطينيات، وخاصة الأمهات والمريضات منهن وفضح الانتهاكات التي يتعرضن لها في سجون الاحتلال".