كشفت وثيقة جديدة سربها، إدوارد سنودن، المقاول السابق في وكالة الاستخبارات الأمريكية أن دولة نيوزيلندا استغلت وجودها في تحالف العيون الخمسة الاستخباراتي للحصول على برنامج للتجسس على الاتصالات استخدمته في مصالح شخصية بعيدة عن أهداف التحالف.
وأوضحت وثيقة سنودن أن الاستخبارات النيوزيلندية GCSB قامت في عام 2013 بتطوير برمجية لاعتراض الاتصالات عبر الإنترنت معتمدة على برنامج التجسس XKeyscore الذي طور في الأصل من قبل وكالة الأمن القومي الأمريكية NSA، شريكتها في التحالف الاستخباراتي.
وأضافت الوثيقة أن الاستخبارات النيوزيلندية استغلت البرمجية للتجسس على اتصالات المرشحين لرئاسة منظمة التجارة العالمية في الانتخابات التي جرت في 2013، وذلك بهدف دعم مرشحها تيم جون جروسر، والذي يشغل حاليا منصب وزير التجارة في البلاد.
وكانت دول غانا، وإندونيسيا، وكوستاريكا، ونيوزيلندا، وكينيا، والأردن، والمكسيك، وكوريا الجنوبية، والبرازيل، قد تقدمت بمرشحين لرئاسة منظمة التجارة الدولية في انتخابات 2013، التي انتهت بفوز البرازيلي روبيرتو أزيفيدو بالمنصب.
وأظهرت الوثيقة أن استغلال الاستخبارات النيوزيلندية لوجودها في تحالف العيون الخمسة الاستخباراتي للتجسس على منافسين لمرشحها في انتخابات دولية، يأتي منافيا للأهداف الرئيسية التي تبرر بها تواجدها بالتحالف.
وكان رئيس الوزراء النيوزيلندي، جون كي، الذي فاز العام الماضي بفترة ثالثة في منصبه، قد برر في تصريحات سابقة وجود بلاده بتحالف العيون الخمسة إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وكندا واستراليا بأنه خطوة في إطار المساعي لمحاربة الإرهاب.
يذكر أن تقرير سابق لإدوارد سنودن كان قد كشف على طرق ملتوية يتبعها التحالف الاستخباراتي هذا في التجسس على المواطنين العاديين، موضحا أن كل عضو بالتحالف يكلف الشركاء بالتجسس على مواطنيه، ومن ثم يتبادلون المعلومات التي تم جمعها مع الدولة التي تم التجسس على مواطنيها، وذلك من أجل التحايل على القوانين الداخلية التي قد تعرقل مساعي الأجهزة الاستخباراتية المحلية في التجسس على مواطنيها.