الرئيسية » اخبار عالمية » العلاقة بين قناة السويس والقطب الشمالي الى الواجهة مجددا
العلاقة بين قناة السويس والقطب الشمالي الى الواجهة مجددا
28/09/2013 - 15:30
أبحرت سفينة شحن دنماركية باتجاه الممر الشمالي الغربي الذي يربط بين المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ في منطقة القطب الشمالي شمال كندا.

وقالت المصادر الإعلامية الدولية التي تناقلت الحدث التاريخي إنها المرة الأولى في تاريخ البشرية تنجح فيها سفينة شحن باجتياز المعبر الشمالي الغربي 

وانطلقت السفينة من ميناء" فانكوفر" في كندا واجتازت "غيرنلاد" في طريقها الى فنلندا لتعيد بذلك فتح ملف قديم جديد يتعلق بوضع وعلاقة قناة السويس وقناة بنما بالقطب الشمالي وما يستحدث فيه من ممرات برحرية .

وتسعى كندا إلى تعزيز سيطرتها على معبر الشمال الغربي وهو طريق بحري يربط بين المحيطين الأطلسي والهادئ ويفترض أن يصبح الإبحار فيه أسهل مع ارتفاع حرارة الأرض. 

وتؤكد كندا ان هذا المعبر الذي يمر بين عدد من جزرها هو جزء من مياهها الإقليمية بينما ترى دول عدة من بينها الولايات المتحدة انه جزء من المياه الدولية.

وأثار ارتفاع حرارة الأرض واحتمال ذوبان جبال الجليد وما يسفر عنه ذلك للوصول بسهولة اكبر إلى الثروات الباطنية اهتمام الدول التي تطالب بمناطق في القطب الشمالي. 

وتطالب كندا وروسيا والولايات المتحدة والنرويج والدنمارك بحقوق في أعماق المحيط المتجمد الشمالي ويمكن أن تضم هذه الأعماق ربع الاحتياطي العالمي من الطاقة التي لم تكتشف بعد حسب تقديرات أميركية. 

وبموجب «اتفاقية الأمم المتحدة للبحار» على الدول أن تثبت سيادتها في المياه الدولية خلال 10 سنوات من التوقيع على الاتفاقية ومصادقته.
وكل الدول ما عدا الولايات المتحدة، صادقت على المعاهدة التي صيغت عام 1982 وتم المصادقة عليها في الدول المعنية في الأعوام القليلة الماضية. 
هذه مقدمة تاريخية مختصرة لا بد منها للانتقال للحديث عن دور الممرات البحرية الجديدة المكتشفة في القطب الشمالي الأخذ جليده بالذوبان في الخارطة الاقتصادية العالمية وأثرها في تغيير خرائط النقل البحري وبالتالي علاقة هذه الممرات القطبية بقناة السويس .

قد يبدو الحديث عن العلاقة بين قناة السويس والقطب الشمالى حديثا غريبا ولكنه واقعي فمستقبل القناة رهن بالتغيّر المناخي الذي ساعد لأول مرة في التاريخ على فتح طريق بحري عبر المياه القطبية الشمالية بين أوروبا وآسيا.

ويختصر الممر الجديد المسافة التي تجتازها بواخر الشحن بين القارتين سواء من حيث الوقت أو من حيث التكاليف.

لقد اكتسبت قناة السويس أهميتها فى التجارة العالمية لأنها اختصرت المسافة من أوروبا إلى آسيا وبالعكس ولم تعد السفن مضطرة للدوران حول القارة الأفريقية أما الآن فان ارتفاع حرارة الأرض وذوبان الجليد القطبي فتحا ممرات بحرية أمام حركة السفن بحيث تغنيها في المستقبل القريب عن سلوك قناة السويس.

وقد دشنت سفينتا شحن ألمانيتين اجتياز هذه الممرات الجديدة من أوروبا إلى اليابان، ولم تحتج السفينتان إلى مساعدة من كاسحات الجليد إلا لمسافات قصيرة جدا علما بأن الممر القطبي كان حتى سنوات قليلة مضت مقفلا تماما وبعيدا عن أي تصوّر بأن يفتح أمام حركة السفن التجارية والعسكرية.

وسبق لناقلة الغاز الروسية "بالتيكا"وحمولتها 70 ألف طن من الغاز ان نجحت بمساعدة كاسحة جليد عملاقة في اختراق الممر الملاحي الجديد الناتج عن ذوبان الجليد بالقطب المتجمد الشمالي و الوصول إلى ميناء شنغهاي الصيني بعد رحلة استمرت 11 يومًا، قطعت خلالها 2500 ميل بحري فيما وصفه خبراء الملاحة بأنه انجاز كبير يغير خريطة الممرات الملاحية العالمية بتلك المنطقة. 

ورغم تصريح ادلى به المتحدث الرسمي لهيئة قناة السويس، محمود عبد الوهاب في العاشر من شباط 2010 وقال فيه بأن تأثير الممر الملاحي الجديد الناتج عن ذوبان الجليد والتغييرات المناخية بالقطب الشمالي محدود للغاية على حركة الملاحة بالقناة.

مضيفا بان الممر سيكون مكلف وغير اقتصادي فى المرحلة الحالية لحاجة السفن العابرة إلى كاسحات جليد لمرافقتها خلال رحلتها.

وربط المتحدث بقاء الممر الملاحي الجديد للقطب الشمالي مرتبط بوقوع كوارث عالمية وغرق مساحات كبيرة من العالم مؤكدا أن تأثيره ليس مقتصرا ً على قناة السويس وحدها. كما أن تأثيره على القناة سيكون محدودا حيث أنه يستخدم في حركة النقل بين روسيا والصين وبعض دول آسيا وهى تمثل نسبة محدودة بالنسبة لإجمالي حركة الشحن بالقناة لكن رأيا اخر عبرت عنه صحيفة التايم الامريكية في تقرير نشرته يوم 20/10/2007 وحمل عنوان " رد قناة السويس بعد15 عاما .

وجاء في تقرير التايم " يفتش العالم عن أقصر الطرق لتصل بين أطرافه في أسرع وقت وأقصر مسافة ولو وجد طريقا يوفر له دقيقة واحدة أو قطرة بنزين واحدة لما تردد في التحول إليه". 

وأضافت التايم " إن القطب الشمالي الذي يسمونه "قمة العالم" هو واحد من أكثر الأماكن تأثرا بظاهرة الاحتباس الحراري التي تثير غضب العالم فهي ظاهرة تسببت فيها الدول الصناعية الكبرى بمصانعها وتلوث بيئتها وهو ما أدي إلي ارتفاع درجة حرارة الجو إلى حد ذوبان مناطق شاسعة من القطب الشمالي وهذا الذوبان سيغير من شكل الخرائط الملاحية وسيصيب الدول التي حفرت قنوات في أرضها لاختصار المسافات مثل مصر وبنما بالضرر فقنواتها لن يكون لها فائدة بعد الآن وربما ستجبر على ردمها أو تحويلها إلى مشروعات سياحية محلية". 

ووفقا للصحيفة الأمريكية القصة تبدأ منذ زمن طويل عندما حاول كثيرون اكتشاف طريق قصير يربط بين قارتي آسيا وأوروبا فبين هاتين القارتين تبحر سفن لا حد لها تحمل مليارات الأطنان من مختلف السلع والبضائع عبر ملايين الرحلات البحرية التي تمخر عباب المياه الدولية حاملة كل أنواع البضائع بما في ذلك مستلزمات الإنتاج وهو ما يجعل أي طريق ملاحي يختصر المسافة بين القارتين موضع اهتمام كبير من العالم. 

لقد أدي ذوبان الجليد في القطب الشمالي بسبب الاحتباس الحراري إلي فتح طريق قديم بين آسيا وأوروبا كانت الأجيال تحلم بعودته علي مر العصور اشتهر باسم "الممر الشمالي الغربي " وبدأت القارتان باستغلاله ملاحيا لتوفير مليارات الدولارات تدفعها في طرق ملاحية أخري أطول عبر قناتي بنما والسويس. 

لم تعد كتل الجليد العنيدة خاصة في شهور الشتاء تقف في وجه الملاحة الدولية عبر هذا الطريق خاصة بعد أن ذاب الجليد في الصيف الماضي بعشرة أضعاف ما كان يحدث فيما قبل وقد قدر العلماء حجم الجليد الذائب في الصيف الماضي بما يزيد على حجم ولايتي تكساس ونيو مكسيكو معا. 

وأكثر من ذلك أصبح من السهل الوصول إلى ثروات القطب الشمالي التي تخبئ ما يقرب من ربع احتياطي الطاقة في العالم.

وتشير التقديرات إلي أنه بحلول الفترة ما بين عامي 2025 و2040 ستصل ظاهرة الاحتباس الحراري إلى الحد الذي يمكن عنده فتح الممر الشمالي الغربي عبر القطب الشمالي وسيتحول ذلك القطب إلى محيط طبيعي مثله مثل المحيط الهادي أو المحيط الأطلنطي. 

وحتى ذلك الحين ستحتاج الدول الكبرى إلي سفن مجهزة بمعدات خاصة تسمح لها بالمرور في الممر الشمالي الغربي الذي سيصبح خلال سنوات قليلة ممرا ملاحيا شديد الأهمية يختصر ما لا يقل عن 5 آلاف ميلا بحريا أي نحو 8 آلاف كيلومتر بين أوروبا وآسيا ما يعني أن من يستخدم قناة بنما مثلا لشحن بضاعته سيضطر إلى قطع 8 آلاف كيلومتر زيادة عمن قرر استخدام الممر الشمالي الغربي. 

علي سبيل المثال تضطر السفينة التي تبحر من نيويورك إلى طوكيو عبر قناة بنما (الطريق الوحيد المعروف الآن) إلي قطع ما يقرب من 18200 كيلومتر بينما لن تقطع سوي 14 ألف كيلومتر فقط لو استخدمت الممر الشمالي الغربي أي ستختصر ما يقرب من 4 آلاف كيلومتر.

لكن الضرر الأكبر سيقع على قناة السويس فالسفينة التي تقطع الطريق من لندن إلي طوكيو عبر قناة السويس تضطر للإبحار نحو 21 ألف كيلومتر بينما لن تقطع سوي 13 ألف كيلومتر لو استخدمت الممر الشمالي الغربي بعبارة أخري ستختصر هذه السفن نصف المسافة بين دول أوروبية كثيرة تتعامل مع آسيا. 

إن عامل توفير المسافة والطاقة والوقت والمال يرجح للأسف كفة الممر الشمالي الغربي علي حساب قناة السويس بلا مناقشة لكن لا تزال هناك عوامل أخرى لا يمكن تجاهلها منها مثلا : إن استخدام الممر الشمالي الغربي يحتاج الآن إلي سفن مجهزة لأن مياهه صعب الإبحار فيها رغم ذوبان الجليد وإن كان متوقعا أن يتغير ذلك سنة بعد أخري مع زيادة ظاهرة الاحتباس الحراري ويضاف إلى ذلك أنه من المحتمل جدا أن تجد دول كثيرة صعوبة في استخدام الممر الشمالي الغربي وعلي رأسها كندا بسبب أنصار حماية البيئة الذين يعارضون بشدة سير السفن التي تنشر مخلفات الزيت والوقود وغيرها في منطقة بحرية هادئة من أرضها وهو عامل لا تهتم به الدول النامية وربما ساعد ذلك على مد عمر قناتي بنما والسويس لكن لا يجوز الرهان على ذلك طول الوقت فمصالح الكبار أقوي من أي شيء آخر.

 

اضف تعقيب
الإسم
عنوان التعليق
التعليق
ارسل
  • 04:48
  • 11:26
  • 02:19
  • 04:39
  • 05:59
  • You have an error in your SQL syntax; check the manual that corresponds to your MariaDB server version for the right syntax to use near ')) order by `order` ASC' at line 1