الرئيسية » اخبار عالمية » دونالد ترامب يعلن بنود "صفقة القرن"
دونالد ترامب يعلن بنود "صفقة القرن"
28/01/2020 - 20:20
قال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مساء اليوم، الثلاثاء، إنه بموجب خطته لتصفية الحقوق الفلسطينية المعروفة إعلاميًا بـ"صفقة القرن"، ستبقى القدس "عاصمة إسرائيل غير القابلة للتجزئة"، فيما أكد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أن "واشنطن ستعترف بالمستوطنات كجزء من إسرائيل"، وأن الاحتلال الإسرائيلي سيفرض السيادة "على غور الأردن والمستوطنات ومناطق أخرى" في الضفة الغربية، بموجب خطة ترامب.
 
وأضاف ترامب أن الدولة الفلسطينية المستقبلية لن تقوم إلا وفقا "لشروط" عدة بما في ذلك "رفض صريح للإرهاب"، وتابع أنه يمكن أن تكون هناك "عاصمة فلسطينية في القدس الشرقية"، لكن الخطة تظهر أن "العاصمة" ستكون في كفر عقب والجزء الشرقي من شعفاط وفي أبو ديس، وهو ما أكده نتنياهو بأن أبو ديس ستكون "عاصمة" الدولة الفلسطينية. وتابع ترامب أن واشنطن "مستعدة للاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على أراض محتلة" لم يحددها.
 
وقال ترامب إنه وجّه رسالة للرئيس الفلسطيني، محمود عباس، بشأن خطة السلام، وخاطب عباس قائلا "إذا اخترت السلام فسنكون إلى جانبك في كل مراحل هذا الدرب".
 
وتدعو الخطة لتجميد أربع سنوات لأي بناء استيطاني إسرائيلي جديد، وخلال الفترة يتم التفاوض على اتفاق شامل، وفقا للمسؤولين الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هوياتهم. ولم يتضح ما إذا كان التجميد سيمدد في حال عدم التوصل لاتفاق خلال أربع سنوات.
 
وشدّد على أن القدس ستبقى "عاصمة إسرائيل غير القابلة للتجزئة"، وأن الدولة الفلسطينية المقبلة ستكون "متصلة" الأراضي، واقترح تجميد البناء الاستيطاني لأربع سنوات في المنطقة المقترحة للدولة الفلسطينية، وقال إن اقتراحه لحل النزاع قد يكون "آخر فرصة" للفلسطينيين.
 
ووصف ترامب خطّته بأنها "فرصة تاريخية" للفلسطينيين لكي يحصلوا على دولة مستقلة، مضيفًا "قد تكون هذه آخر فرصة يحصلون عليها". وقال الرئيس الأميركي إن "الفلسطينيين يعيشون في الفقر والعنف، ويتم استغلالهم من قبل من يسعون لاستخدامهم كبيادق لنشر الإرهاب والتطرف".
 
وعبر ترامب عن "إعجابه بشكل كبير بما حققته إسرائيل"، فيما ادعى أن خطته "توفر فرصة للفلسطينيين والإسرائيليين ضمن حل الدولتين وهي مختلفة عن خطط إدارات أميركية سابقة". وشدد ترامب على أن نتنياهو "قال لي إنه جاهز لتبني خطتي للسلام كأساس للتفاوض؛ وبوسعي القول إن (زعيم "كاحول لافان") بيني غانتس قبلها أيضا".
 
وفيما بيّن ترامب أن خطته للسلام تتألف من 80 صفحة (50 منها تتطرق إلى الخطة السياسية، و30 تتعلق بالشق الاقتصادي) وهي "الأكثر تفصيلا" على الإطلاق، صرّح بأن "الفلسطينيين يستحقون حياة أفضل بكثير".
 
وجاء في خطاب أمام الصحافيين وسط وصلات تصفيق متقطعة، أنه "خلال سفري تأثرت بما أنجزته إسرائيل في وجه المخاطر والتهديدات"، وأضاف أن "إسرائيل هي أرض الشعب اليهودي ولن نكرر ما عاشته من أيام مظلمة".
 
وأعلن ترامب أنه "سوف نشكل لجنة مشتركة مع إسرائيل من أجل تحويل الرؤية إلى خطة واضحة المعالم"، مضيفًا أنه يقترح "حلولاً مفصلة لتقديم بيئة أكثر سلامًا لمختلف الأطراف".
 
وقال ترامب إن "الانتقال إلى حل الدولتين لن يشكل أي خطر على أمن إسرائيل... لن نطلب من إسرائيل أن تساوم على أمنها وأمانها".
 
وادعى ترامب أن "الصفقة ستضاعف الأراضي الفلسطينية وما من فلسطينيين أو إسرائيليين سيطردون من بيوتهم"، مشيرًا إلى أن "رؤيتنا ستوفر فرص استثمار هائلة في الدولة الفلسطينية الجديدة وهناك دول عديدة تريد ذلك... سيتم خلق فرص عمل للفلسطينيين وسيتم القضاء على الفقر للوصول إلى ازدهار حياتهم".
 
وأضاف ترامب "سنساعد الفلسطينيين من أجل الوصول إلى استقلالهم ولمواجهة تحديات التعايش السلمي"، مشددًا على أن "الصفقة ستسمح بوضع حد لأنشطة حماس والجهاد الإسلامي".
 
وخاطب ترامب عباس قائلا "إذا اخترت السلام فسنكون إلى جانبك في كل مراحل هذا الدرب"، وأضاف أن "القدس هي مدينة مفتوحة وحان الوقت لتصحيح خطأ عدم الاعتراف الإسلامي بإسرائيل عام 1948".
 
وجاء في بيان للرئاسة الأميركية أن "الرؤيا تنص على دولة فلسطينية منزوعة السلاح تعيش بسلام جنبا إلى جنب مع إسرائيل، وتولي إسرائيل مسؤولية الأمن في منطقة غرب نهر الأردن".
 
كما شكر ترامب الإمارات وعُمان والبحرين "على العمل الرائع الذي قاموا به وإرسال سفرائهم للاحتفال معنا اليوم".
 
بدوره، قال نتنياهو إن "ترامب يعترف لإسرائيل بالسيادة في غور الأردن ومناطق أخرى لتتمكن من الدفاع عن نفسها بنفسها"، مشددا على أن الإدارة الأميركية تعترف في السيادة الإسرائيلية على جميع المستوطنات (الكبيرة والصغيرة على حد سواء) في الضفة العربية المحتلة.
 
وأعلن نتنياهو أنه قرر أن يعتمد "خطة ترامب كأساس لحل الصراع"، فيما وجه شكره لسفراء الإمارات والبحرين وعُمان، مشيرًا إلى أن "تواجدهم مؤشر لا للمستقبل فحسب بل للحاضر أيضا".
 
وفيما أعلن نتنياهو أن "إسرائيل مستعدة للتفاوض مع الفلسطينيين فورا"، شدد على أن "الخطة الأميركية تعترف بالقدس عاصمة موحدة تحت سيادة إسرائيل"، واعتبر أن "خطة ترامب للسلام تعالج جذر الصراع وهو ضرورة اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل دولة يهودية".
 
وأضاف أنه لن يكون للاجئين الفلسطينيين الحق بالعودة إلى إسرائيل، بموجب خطة ترامب لحل الصراع، وقال إنه مستعد للتفاوض مع الفلسطينيين حول "مسارٍ نحو دولة مستقبلا"، لكنه اشترط أن يعترفوا بإسرائيل كـ"دولة يهودية".
 
وستمنح الخطة الأميركية إسرائيل السيادة على غور الأردن، حسبما أكد نتنياهو، الذي قال "خطط كثيرة وضعت ضغوطا على إسرائيل للانسحاب من أراضٍ حيوية مثل غور الأردن. لكن أنتم، سيدي الرئيس، تعترفون بأنه يجب أن يكون لإسرائيل سيادة على غور الأردن وعلى مناطق استراتيجية أخرى في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)".
 
واعتبر نتنياهو أن "الخطط السابقة كلها فشلت لأنها لم تعبّر عن مصالح إسرائيل الحيوية وتطلعات الفلسطينيين"، معتبرًا أن "خطة الرئيس ترامب للسلام مسار واقعي لسلام مستدام".
 
وشدد نتنياهو خلال مؤتمر صحافي في واشنطن أنه لن يكون للاجئين الفلسطينيين الحق بالعودة إلى إسرائيل، بموجب خطة ترامب، وقال إنه مستعد للتفاوض مع الفلسطينيين حول "مسارٍ نحو دولة مستقبلية"، لكن اشترط أن يعترفوا بإسرائيل كـ"دولة يهودية".
 
وفي الصفحة 13 من نص "صفقة القرن" التي نشرتها الإدارة الأميركية مفصلة، يبرز أن الخطة الأميركية تعرض إمكانية ضمّ مدن وقرى المثلث إلى "الدولة الفلسطينيّة المستقبلية".
 
وجاء في نص الخطة الأميركية، "مجتمعات المثلثّ، المكوّنة من كفر قرع وعرعرة وباقة الغربية وأم الفحم، وقلنسوة، والطيبة وكفر قاسم والطيرة، وكفر برا، وجلجوليّة، تعرّف نفسها إلى حدّ كبير على أنها فلسطينيّة".
 
وتابعت: "كانت هذه البلدات مخصّصة لتقع تحت السيطرة الأردنيّة خلال مفاوضات خط وقف إطلاق النار عام 1949، إلا أن إسرائيل استعادتها لاعتبارات أمنيّة، خفّت وطأتها منذ ذلك الحين".
 
وأضافت الخطّة الأميركيّة "رؤيتنا تأمل في إمكانيّة أن يتوافق الأطراف على إعادة ترسيم حدود إسرائيل بما يؤدي لأن تكون هذه المجتمعات جزءًا من الدولة الفلسطينيّة".
 
وتقسم الخطّة الأميركيّة الضفة الغربية إلى منطقتين، منطقة خاضعة للسيطرة الإسرائيليّة، وهي كل المناطق المقامة عليها مستوطنات (تعتبر في القانون الدولي فلسطينيّة) يحقّ لإسرائيل ضمّها؛ ومناطق تابعة "للدولة الفلسطينيّة" هي كل ما دون ذلك (ومناطق المثلثّ إن تقرّر ضمّها إلى الدولة الفلسطينيّة).
 
لكن هذا التقسيم لا يلغي تدخلات إسرائيليّة في مناطق "الدولة الفلسطينيّة"، إذ تفتح الخطّة الباب قيام السلطات الإسرائيليّة بهدم وإخلاء منازل حتى في المناطق التي "لا تفكّر الخطّة في أن تكون جزءًا من إسرائيل"، للأسباب التي يتذرّع بها الاحتلال الآن، مثل هدم منازل منفّذي العمليات، أو مناطق "تشكّل خطرًا أمنيًا على إسرائيل، بناءً على ما تحدّده إسرائيل لنفسها".
 
وتحظر الخطّة بناء إسرائيل مستوطنات في المناطق التي "لا تفكّر الخطّة في أن تكون جزءًا من إسرائيل" أو توسيع مستوطنات قائمة أو حتى الدفع بخطط لتوسيع مستوطنات.
 
وصرّح نتنياهو، مساء اليوم، الثلاثاء، قبيل إعلان ترامب، عن الخطة الإدارة الأميركية لتصفية الحقوق الفلسطينية، والمعروفة إعلاميًا بـ"صفقة القرن"، بأن "اليوم هو يوم تاريخي لدولة إسرائيل وأحد أهم الأيام في حياتي".
 
وأضاف نتنياهو، في تصريحات تداولتها وسائل الإعلام الإسرائيلية، أنه "لا أسمح لأي شيء آخر بأن يزعجني عن العمل من أجل أمن إسرائيل". تأتي تصريحات نتنياهو قبيل الإعلان المرتقب عن "صفقة القرن"، وفي أعقاب تقديم لائحة اتهام ضده للمحكمة المركزية في القدس، شملت ارتكابه مخالفات فساد خطيرة، بعد ساعات من سحب نتنياهو طلبه بمنحه الحصانة البرلمانية.
 
وأشار المراسل السياسي للقناة 12 الإسرائيلية، عميت سيغل، إلى أن الحكومة الإسرائيلية، ستعمل خلال جلستها المقبلة، على فرض السيادة الإسرائيلية في غور الأردن وشمال البحر الميت بالإضافة إلى 150 مستوطنة في الضفة الغربية المحتلة. كما لفت إلى أن "صفقة القرن" ستنص على عدم أحقية اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى قراهم ومدنهم التي هُجروا منها.
 
 
اضف تعقيب
الإسم
عنوان التعليق
التعليق
ارسل
  • 04:46
  • 11:25
  • 02:20
  • 04:41
  • 06:00
  • You have an error in your SQL syntax; check the manual that corresponds to your MariaDB server version for the right syntax to use near ')) order by `order` ASC' at line 1